مقالات

في بيتنا مُريب ..!!

الطاهر ساتي

رافضاً خطابه، تساءل مندوب السودان بالأمم المتحدة حارث أدريس عن السماح لممثل الإمارات بالحديث، وكأنها دولة حريصة على السلام و ليست ملطخة بدماء الأبرياء بالفاشر وغيرها، موضحاً بأن سماع مندوب الإمارات إهانة لدماء الأبرياء، وإن مكانه ليس المجلس، بل مع المليشيا في دارفور..!!

 

::فالروح الوطنية – الحارث نموذجاً – هي المطلوبة في إدارة أجهزة الدولة، لأن الإدارة الرخوة لاتصنع انتصاراً، ولا المواقف الرمادية و ( المٌريبة)..ومن المواقف المريبة، الثلاثاء الفائت، أبلغت وزارة الخارجية، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي لوران بوكيرا، ومديرة قسم العمليات سمانثا كاتراج، بأنهما غير مرغوب فيهما، وعليهما المغادرة خلال (72 ساعة)..!!

 

:: لوران و سمانثا احتفلا بسقوط الفاشر، و رصدت الأجهزة احتفالهما، ورفعت تقريراً بذلك لسلطات الدولة، منها وزارة الخارجية، باعتبارها من السلطات المسؤولة عن السيادة الوطنية، فقررت طردهما، لإرتكابهما مخالفة خطيرة تمس سيادة بلادنا و تقدح في حيادية منظمتهما ..!!

 

:: ولأن وزير الخارجية محي الدين سالم كان بواشنطن، أبلغ حسين الأمين وكيل الخارجية لوران و سامنثا بقرار طردهما، ثم قال للإعلام أن قرار إبعادهما تم لرصد تجاوزات تمس سيادة البلاد وتقدح في حيادية المنظمة، وأنه قرار سيادي وصدر بكامل التنسيق مع مؤسسات الدولة..!!

 

:: ولكن المؤسف أن قرار الطرد الصائب، المراد به حماية السيادة الوطنية من العُملاء، لم يرض رئيس الوزراء كامل إدريس، و الذي سارع بالتواصل مع وزير الخارجية و أمره بعزل الوكيل حسين الأمين (فوراً)، ونفذ الوزير الأمر كما يجب، بحيث اتصل بالوكيل قائلاً بما يعني ( إلزم بيتك)، فغادر إلى بيته، ولا يزال ..!!

 

:: نعم، هذا ما حدث..احتفل لوران و سامنثا فرحاً بسقوط الفاشر، فطردهما وكيل الخارجية لصون كرامة بلده وشعبه، فغضب رئيس الوزراء، ليس من لوران و سامنثا، بل من وكيل الخارجية، وأمر وزير الخارجية – شفاهة – بعزله عاجلاً غير آجل، فأبلغ الوزير الوكيل – شفاهة أيضاً – بمغادرة الخارجية، فغادر..!!

 

:: فالشاهد، بطرد لوران وسامنثا، يغضب وكيل الخارجية وآخرين لوطنهم وشعبهم ولأوفياء في محاور القتال يبذلون الروح و الدم دفاعاً عن الأرض والعرض، ولكن يبقى السؤال المُريب، لمن يغضب رئيس الوزراء عندما يُعاقب الوكيل؟، للإمارات أم لجنجويدها ؟..بالتأكيد هي ليست غضبة للوطن ..!!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى