في رثاء العم عبدالمطلب يس والد اخواني ياسين و د. محمد
نعى الناعي ظهر الإثنين ٢٦ مايو ٢٠٢٥م الأستاذ عبدالمطلب يس صالح أحد رموز الخدمة المدنية السودانية وموظف الدولة المهني المهاب ، رجل حباه الله برباط جأش و هو يصدح بالحق بعيداً عن علب الألوان وتلوين المواقف وهزل الإدعاء . عُرِف عبد المنطلب بصدقه و نزاهته وعفة يده و علمه الواسع و عمله المتقن فوق العادة ، متعه الله بجين الذكاء ظهرت جٓلياً فيه وفي شقيقه العلامة بروفسير صالح يس النطاس الماهر و الطبيب الشاطر عليه رحمة الله وظهر كذلك في أبناءه من صلبه فعبد المطلب أنجب و ربّى ابناءه خير تربية وجعل منهم أعلاماً في مديتنا أمدرمان و سوقها الكبير ، دخلوا من باب العلم فنالوا أرفع الشهادات ثم إرتادوا التجارة فخلقوا أسلوباً متفرداً صنعوا به نجماً ذهبياً و سهماً ساهم في تجويد الصناعة و التجارة في السودان . و لهم في الفروسية باع زادوه بزراع حيث خبروا الخيل ،ركوبها و تربيتها و وسادة خديها وأمسكوا لجامها و فن ادارتها .
رحم الله العم عبدالمطلب الذي أثرى المكتبة السودانية بكتب متعددة كتاب عبدالمطلب جد النبي و كتاب ثلاثة من نجوم التاريخ (ناصر و هتلر والسادات) وكتاب الادارة الحديثة وكتاب الارادة الهادفة ، وكتاب الاصلاح الإداري و كتاب لم يكتمل هو (مرشد للشرطة و الشعب) ، كتب ذات محتوى من يتأمله و يدرك مراميه يلحظ المخرج التربوي العميق فيما كتب و ألّف و انتج .
رحم الله عمنا عبدالمطلب الذي يناديني بعبارة أهلا *يا أستاذ* وهي عبارة تطرق اذني بفخر من والدي فضل النور و اسمعها بزهو مؤدب من عمنا طلب ، وفي ذات مرة كنت اجلس معه في بيته في احدى المناسبات وذكر لي أنه تمنى ان يكون معلماً فهي مهنة الانبياء و تُقوّي الشخصية و تزيد الانسان عِلماً و إحتراماً في المجتمع .
مواقف كثيرة جالت بخاطري لحظة قراءة رسالة اخطاري بوفاته ، صورته و هو بالبدلة الفل سوت أو وهو بالزي القومي و عمامته الهيبة . و في ذهني مرت جلسته بالكرسي امام بيته بالحارة الاولي (نحن طلاب في المتوسطة) كان يخرج للجلوس في وقت محدد و يدخل في وقت محدد بالدقيقة و الثانية ثم مرّ بخطاري مشواره من الحارة الاولي للحارة الرابعة بمشية أشبه العسكرية وطوال ستة سنوات زمالتي الدراسية المدرسية مع ابنه محمد لم اره يلتفت في مشيته هذه للوراء نهائياً .
رحمه الله رحمة واسعة و قد كان يسدي لنا النصح : أمشي شادي جسمك وعِدل و راسك فوق و اظهر رجولتك وانت ماشي . عشان تتثقف لازم تقرى كتير من عباراته التي لن انساها .
عزائي للاخ ياسين و أخي و صديقي و زميلي د.محمد و عثمان و د. عبدالله و شيخ صلاح و الاخوات البنات بعضهن تلميذاتي و لوالدتهم الكريمة وأصهارهم و ما أرتبط بهم نسباً و معرفة ولأبناء عمهم بروف صالح يس رحمه الله
لا نقول الا ما يرضي الله
انا لله و انا اليه راجعون
اللهم ارحم عبدك عبدالمطلب رحمة واسعة و اكرم نزله ووسع مرقده و اجعله مع الصديقين و الشهداء و حسن اولئك رفيقا و اجعل ابناءه يدعون له و يعملون العمل الصالح له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخوكم : نصرالدين فضل النور
القاهرة ٢٠٢٥ م