التقارير

قاد وفد السودان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. إدريس في نيويورك،، فرصة ذهبية، لتثبيت الحكومة المدنية.. منصة لتسويق رؤى السودان، ووضعه في قلب الاهتمام الأممي.. توقعات ببيان يعكس الواقع، ويطرح سردية مرحلة ما بعد الحرب.. كسب دعم المجتمع الدولي، سيخفف كثيراً من الضغوط على الداخل

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

سيقدم رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس بيان السودان أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في أول ظهور لرئيس الوزراء على هذا المنبر الدولي منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م، حيث كان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يقود وفد السودان في الدورات السابقة، ويُتوقع أن يركز بيان رئيس الوزراء على تأثيرات التدخل في الشأن السوداني، وانعكاساته على إطالة أمد الحرب، والدعوة لمعالجة الأزمة الإنسانية، ودعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الانتقال المدني، وهي خطوة مهمة تعمل على تعزيز شرعية الحكومة المدنية، وتختبر قدرتها في تمثيل السودان خارجياً.

تحدي جديد:
وتأتي زيارة رئيس الوزراء كامل إدريس إلى نيويورك، بعد أيام قلائل على عودته من العاصمة السعودية الرياض، بعد زيارة أسالت الكثير من الحبر، وأثارت غباراً كثيفاً، وجدلاً عنيفاً، قللت من جدواه مصادر تحدثت للكرامة واعتبرت الأمر مجرد أكاذيب وشائعات تطلقها غرف إلكترونية تحاول إفشال الحكومة، وبالتالي فإن زيارة إدريس الحالية إلى نيويورك ومشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تمثل تحدياً جديداً، يمنح الزيارة أهمية مضاعفة باعتبارها فرصة لترتيب الأوراق وإثبات الذات أمام المجتمع الدولي الذي يُعتبر كامل إدريس جزءً مهماً في منظومته مذ كان يتقلد منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ” وايبو” في الفترة من العام 1997م وحتى العام 2008م، إذن وجود إدريس في نيويورك يمنحه منصة غير مسبوقة لتسويق رؤية السودان، خاصة في ظل اهتمام المجتمع الدولي بتطورات الحرب السودانية، وإذا تمكن رئيس الوزراء من صياغة خطاب متماسك يضع السودان في قلب الاهتمام الأممي، ويطرح رؤىً علمية وعملية، فإن إدريس سيكون قادراً على كسب دعم المجتمع الدولي بما يخفف من الضغوط على الداخل، ويعزز من موقع حكومته في الخارج.

دلالات المشاركة:
ووفقاً لمراقبين فإن قيادة رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس لوفد السودان إلى نيويورك يحمل عدة دلالات، فالخطوة تعزز من شرعية الحكومة المدنية باعتبارها ممثلاً للدولة السودانية في المحافل الإقليمية والدولية، كما تقدم الخطوة صورة جديدة للتوافق والتعاون المثمر بين المكوِّن العسكري والمدني في السودان، ما يفتح الباب أمام اعتراف دولي أوسع بمعطيات الانتقال المدني السلس الذي تبلوره حكومة الأمل الناشئة، وتمثل مشاركة إدريس في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة انتقالاً من مرحلة كانت فيها المؤسسة العسكرية هي الواجهة الدبلوماسية الوحيدة، إلى مرحلة يتقاسم فيها المدنيون والعسكريون أدوار تمثيل الدولة على مسرح المحافل العالمية.

مؤشرات بيان السودان:
ويؤكد مصدر دبلوماسي رفيع أن بيان السيد رئيس الوزراء أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة سيتناول التطورات الأمنية والإنسانية والسياسية في السودان بالتركيز على انتهاكات ميليشيا الدعم السريع وجرائمها ضد الإنسانية، وما خلفته من معاناة حقيقية يعيش تحت وطأتها مئات الألاف من السكان المحليين المحاصرين في عدة مناطق كالفاشر، وبابنوسة، والدلنج، وكادقلي، هذا فضلاً عن مكابدة ملايين النازحين واللاجئين، وحاجتهم العاجلة إلى دعم دولي، وقال المصدر الدبلوماسي الذي فضَّل حجب اسمه إن بيان إدريس سيفضح دور بعض الدوائر الإقليمية، وفي مقدمتها دولة الإمارات في إطالة أمد الحرب بدعم وإسناد ميليشيا الدعم السريع، كما سيركز البيان على أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية من خلال توجيه رسائل واضحة ضد أي محاولات لفرض وصاية دولية على السودان تحت غطاء الأزمة الإنسانية، وسيدعو السيد كامل إدريس المجتمع الدولي إلى تبني شراكات استراتيجية مع السودان وطرح رؤية شاملة لمرحلة ما بعد الحرب تتضمن قضايا التنمية وإعادة إعمار ما دمرته وخربته الحرب، بما يشمل بناء، وإعادة بناء مختلف مؤسسات الدولة سواءً في العاصمة أو الولايات.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر تبقى إطلالة رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس من خلال منصة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصةً ذهبية لتثبيت أقدام الحكومة المدنية، على الساحة العالمية، بما يحقق مكاسب دولية تساند السودان في معركته الوجودية، وتدعم جهوده لتعزيز الأمن والاستقرار، وإرساء دعائم التنمية وإعادة الإعمار.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى