الأعمدةتأملات

لينا يعقوب .. الفاتحة

تأملات
جمال عنقرة

ما كنت اود ان اكتب حول موضوع سحب تصديقي قناتي العربية والحدث الأخير بسبب التقرير الذي اعدته وقدمته الزميلة لينا يعقوب، مديرة مكتب القناتين في السودان، ذلك لتحفظي اولا علي اي حديث يتعلق بوزارة الثقافة والإعلام في السودان، حتى لا يذهب به البعض إلى غير مبتغاه، او يرده إلى غير أسبابه الظاهرة، لا سيما وان كثيرين يمتلكون معلومات يمكن ان تذهب بهم إلى تلك المذاهب، ثم إن سياسة الدولة كلها تجاه الإعلام والإعلاميين محل نظر، فيجب الا تصرفنا الصغائر عن كبائر الأمور وعظائمها، غير أن تشبيها طريفا اضحكني اولا، ثم شجعني علي هذا التعليق الخفيف.
الحكاية .. ان رجلا كريما مات في قرية ما، فبكته النساء بألم شديد، وتبعن جثمانه المحمول علي اعناق الرجال إلى مثواه الأخير، فتصدي لهن احد مقدمي القرية، وكان معه سوط عنج، يضرب به كل من تصادفه، لا يفرق بين صغيرة، ولا كبيرة، ولا بين قريبة ولا غريبة، وفجاة وجد نفسه وجها لوجه امام أمونة ابنة شقيق المتوفي، وأجمل بنات القرية علي الإطلاق، وشباب القرية كله متيم بها، وهي لا تعير احدا منهم اهتماما، فلما وجد صاحبنا نفسه أمامها وجها لوجه، تسمر، وبتلقائية شديدة وضع سوطه تحت إبطه، ورفع يديه قائلا (أمونة .. الفاتحة)
الذين كانوا يسلخون جلد الحكومة بعد أن أسكتت وزير الثقافة والإعلام الاستاذ خالد الاعيسر، بسحب الناطقية الرسمية منه، وظلوا يهاجمون الحكومة كلها لأنها أغلت يد الوزارة امام تمدد الاعلام المعادي، والمنتهك لسيادة وكرامة السودان وشعبه، فلما اتخذت الوزارة قرارا اداريا تسعي به لفرض سلطانها، وجدوا انفسهم وجها لوجه اما الزميلة المتميزة لينا يعقوب، فتسمروا جميعا، ووضعوا سياطهم ارضاً، وقالوا بصوت واحد (لينا الفاتحة)
وان كان لي من شهادة في هذا المقام، اعزي بها لينا مع المعزين، بعد إثبات حق الوزارة في ممارسة سلطاتها، وصلاحياتها، أقول ان لينا يعقوب من الصحفيات السودانيات المعاصرات، النادرات جدا اللاتي بلغن عرش النجومية، وحققن نجاحا باهرا، بالمهنية فقط، ولا شئ غير المهنية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى