مقالات

مثقال ذرة من دولة على الورق

كتب دكتور عثمان البدوي

دولٌ غربيةٌ وازِنةٌ إعترفتْ اليوم بقيام دولة فلسطينية..

في مقدمة صف المعترفين بريطانيا.. لكنَّ رئيس وزرائها صَرَّحَ -بعد إعلانِ الإعتراف مباشرةً- بِأنَّ هذا الإعتراف ليس مُكافأةً لحركةِ “حماس” و لا يعني الموافقةَ على بقائها .. و أضافَ قائلًا : “إنَّ الأملَ في تَحَقُّقِ حَل قيام الدولتينِ آخِذٌ في التلاشي.. و أنَّ علينا ألا نتوقع قيام دولة فلسطينية بينَ يومٍ و ليلة” ..!!
*رد الفعل العاجل جاءَ من إسرائيل و مؤيديها.. بالدعوةِ للإسراعِ بمضاعفة الجهدِ الحربي لضمِّ ما تبقَّى من أراضي “قطاع غزة” لأراضي الكيانِِ الإسرائلي.. -طبعاً مع استمرار حصادِ أرواحِ مِئاتِ الفلسطينيين.. و تدمير آثارِهِم.. و هدمِ بِنياتِهِم على مدارِ الساعة-.. !!
*إذا أخذنا في الإعتبار أنَّ اعتراف كلِّ عُضويةِ الجمعيةِ العموميةِ بفلسطين لا يُؤمِّنُ قيامَ دولة فلسطينية ما لم يقف معه تسعةُ أعضاءٍ من خمسة عشر عضواً في “مجلس الأمن” .. و حتى تأييد الأصواتِ التسعة داخل مجلس الأمن سيذهبُ أدراج الرياح إذا لجأت “ماما أمريكا” لاستخدام حق النقضِ و الإعتراض {الفييييتو}.. و هو حائطُ الصّدِّ المضمون.. الذي تحتَ ظلِّ دوحتِهِ الوارفة تنامُ إسرائيل -على الدوام- آمِنةً مُطمئنة..
*إذاً: هذا الإعترافُ -في تقديري- ليس إلا “توزيع أدوار في مسرحيةٍ متعددةِ الفصول.. متغيِّرةِ الشخوص .. متجددة الأحداثِ التي تقتربُ الآنَ من نهايتها” .. و ستظلُّ “فلسطين” .. -بعدَ هذا الإعتراف- “دولةً على الورق”.. لأنَّ واقع الحال يقول : (ما أُخِذَ بالقُوة.. لا يُسترَدُّ إلا بالقوة).. و هذه [سابعة المستحيلات] ما دامت الزعامات العربية قد {{أَرخَتْ رِباطَ سراويلِها و استسلمتْ لغفوةِ الضُّحى .. و نومةِ القيلولة}} .. و لكنَّ أملَ أهلِ فلسطين -رغمَ كُلِّ هذا الخِذلان- يَظَلُّ مُعلَّقاً بِمددٍ من السماءِ .. يأتيهم مِنْ قِبَلِ الذي [[لا تأخذُهُ سِنَةٌ و لا نَوم]] .. و ليسَ ذلكَ على اللهِ بعزيز..
*إنَّ للمستضعفينَ في الأرضِ ربًّا يحميهم.. و .. و لهم.. و لكم.. مِنِّي التحيات الزاكيات.
_______________________
🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩
*حفظ الله الوطن أرضا جيشا شعبا ونصر الله قواتنا المسلحة الباسلة
دارفور هي السودان

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى