
“مفهوم للتطوير الذاتي”
ضل الضحي
بقلم/حسن عبدالفتاح الركابي
هناك العديد من التعريفات التي يقدمها الباحثون في مجال التدريب لمفهوم التطوير الذاتي، فلقد عرف كل
من (دافيد ميجنسون ومايك
بدلر. ١٩٩٢)التطوير الذاتي بأنه
((تحمل الفرد لمسؤولية تنمية
ذاته بذاته)) بمعني أن الفرد هو الذي يتحمل المسئولية
بالدرجة الاولي فيما يتعلق
باختيار ما سوف يتدرب عليه
أو يتعلمه والوقت الذي سوف
يتدرب فيه والكيفية التي سوف يتدرب بها. وهذا يعني
أن الفرد لديه الحرية في اختيار تنمية بعض المهارات
أو المعارف، وخاصة تلك التي
تلبي فقط حاجات الجهة التي
يعمل بها أكثر من كونها تلبي
حاجاته أو حاجات الطرفين
معا. كذلك عرف (الن موسمان
١٩٨٨-) التطوير الذاتي بأنه
((منهج للتطوير الاداري يمكن
المديرين من:
١/ان يكونوا واعين بالكيفية التي يمكنهم بها تحقيق نتائج
هامة من خلال توظيف مهام
وقضايا العمل الحقيقية.
٢/ التحكم في محتوي وعملية تدريبهم وتعليمهم.
٣/ تفهم دور المديرين أو الجماعات الأخري التي تشرف
علي تقييم مدي تقدمهم.
٤/ تفهم دور المنفذ في برامج
التدريب المعتادة))
أما (مايك بدلر وجون جواين
وتوم بوي ١٩٨٨-) فقد عرضوا
لعشرة تعاريف لمفهوم التطوير الذاتي ليخرجوا بعد ذلك بتعريفهم الخاص له، حيث
عرفوه بأنه ((المنهج الذي يسعي الي زيادة امكانية ورغبة الفرد في تحمل مسئولية تعليم أو تنمية نفسه
بنفسه)) هذا التعريف يشير
الي ان التطوير الذاتي يمثل
رد فعل أو رفضا لفكرة التعليم
والتدريب التي تتم في برامج
التدريب المعتادة، والتي تقوم
علي أساس أن خبراء التدريب
فقط هم وحدهم الذين من المفترض أن يعرفوا مهام ومهارات المتدرب أكثر من
المتدرب ذاته.
و بمعني اخر فان مفهوم التطوير الذاتي يرفض الفكرة
الأساسية للتدريب المعتاد المواجهة للمتدرب ومنظمته
والتي فحواها: لا تحاول أن
تحل مشكلاتك بنفسك فان
هناك الخبير الذي يعرف الحل
وسوف يقوم بذلك بدلا عنك
وان كل ما تحتاج اليه هو أن
تبحث عن هذا الخبير.
هذه الفكرة تتعارض مع فكرة
وافتراض منهج التطوير الذاتي في عملية التعليم والتدريب، حيث يفترض هذا
المنهج أن المتعلم أو المتدرب
ينبغي أن يتخذ بنفسه مسئولية تقرير ما الذي ينبغي
أن يتعلمه، وكيف، ومتي، كما
أن من حقه أن يقرر متي يتوقف عن التعلم أو التدريب
وكيف يستثمر ما تعلمه وتدرب عليه في حياته الوظيفية.
علي أن ارجاع مسئولية التعلم
والتدريب للفرد لا يعني بالطبع
تناقض حاجات المتعلم مع حاجات المنظمة التي يعمل
بها، اذ لابد وأن تكون بينهما
قواسم مشتركة تلبي حاجات
الطرفين. كذلك فان التأكيد
علي دور الفرد في تقرير الكيفية التي يتدرب ويتعلم
بها لا يعني الغاء دور المدرب،
ولكن ينظر اليه هنا باعتباره
موجها ومرشدا ومسهلا للعملية التدريبية وليس ملقنا
او مدربا.
ان مهمة المدرب الأساسية في
برنامج التطوير الذاتي هي مساعدة الفرد علي اختيار
أهدافه من العملية التعلمية
والتدريبية، وتحديد المصادر
التي سوف يعتمد عليها في
الحصول علي معارفه ومعلوماته، والطرق التي سوف يتعلم أو يتدرب بها.
ان المدرب وفقا لمنهج التطوير الذاتي لم يعد في
الموقف، كما هو الحال في
التدريب المعتاد، الذي يفترض
ان بامكانه أن يعرف أكثر من
الفرد المتعلم أو المتدرب فيما
يتعلق بتحديد حاجاته التعليمية والتدريبية، أو أن
بامكانه تلقين المتدرب ما ينبغي أن يعرفه من وجهة نظره وليس من جهة نظر المتدرب.
تابعونا نواصل………..