الأعمدةبريق أمل

من الركام إلى الضوء… جهود لإعادة الكهرباء بالخرطوم

بريق أمل

هنادي عوض بشير

بعد الخراب والدمار الذي خلفته مليشيات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، يقف المواطن اليوم أمام واحدة من أعقد الأزمات الخدمية: انقطاع الكهرباء. فقد تحولت العاصمة إلى مدينة تغشاها العتمة، حيث تعطلت المصانع، توقفت المستشفيات عن العمل بسلاسة، وانقطعت وسائل الاتصال، مما جعل الوضع أكثر قسوة وخوفًا على حياة الناس.

لم يكن الضرر عابرًا، بل مما يشيب له رأس الوليد. المليشيات لم تكتفِ بتخريب الشبكات، بل تجاوزت ذلك إلى سرقة نحاس محولات الكهرباء، تلك المحولات التي دُفنت في باطن الأرض لحمايتها، لكن أيادي العبث طالتها كما طالت كل ممتلكات الدولة والمواطنين.

ورغم ضخامة الضرر، تبذل السلطات جهودًا كبيرة لإعادة التيار الكهربائي، حيث شرعت في حصر الخسائر، تركيب بدائل مؤقتة، واستجلاب محولات جديدة لتعويض المسروقة، إلى جانب خطط لإعادة تأهيل محطات التوليد الرئيسية. لكن حجم التحديات يفوق الإمكانيات المتاحة، خاصة في ظل استمرار الاستهداف للبنية التحتية.

وفي هذا السياق، وقف عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام ورئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، على جهود إدارة الكهرباء لاستعادة خطوط نقل الكهرباء ومعالجة الأضرار التي لحقت بالشبكة. وأكد سيادته لدى تفقده سير العمل بشارع واحد العمارات، برفقة والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، استمرار جهود اللجنة العليا لتوفير المحولات المطلوبة وملحقاتها، مشيرًا إلى أن جميع المحطات التحويلية قد اكتملت تغذيتها، وأن الكهرباء وصلت بالفعل إلى جميع المرافق الخدمية بالولاية.

وحث جابر العاملين بقطاع الكهرباء والفرق الميدانية على تسريع وتيرة العمل لإنجاز ما تبقى من أعمال ومطلوبات لإدخال التيار الكهربائي إلى المنازل وإنارة الطرق العامة، في رسالة تبعث الأمل في نفوس المواطنين بعودة النور إلى الخرطوم.

غير أن الأمل ما يزال حاضرًا في عزيمة العاملين بقطاع الكهرباء، الذين يعملون ليل نهار لإعادة النور للعاصمة. فهم اليوم لا يعيدون الكهرباء فحسب، بل يعيدون معها شعور الناس بالأمان، ورسالة بأن الخرطوم قادرة على النهوض من تحت الركام

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى