
نداء إلى مهندسي الفتنة…وأشباه الاعلاميين.
د. حيدر البدري يكتب نقطة سطر جديد.
نحن نعلم ابعاد هذه المعركة. ، فعندما تهدُرُ رياحُ التحديات بأمتنا، تبرزُ مهمةُ حراسِ السفينة؛ أولئك الذين يقفون على سُفّتي الهداية والضلال. سنحرس هذه المعركة من الاوباش المضللين الذين يبثون الشائعات وسط الناس لعلهم يحبطون الجنود البواسل، او يشوشون على القيادة العسكرية في الميدان…. اليوم، والمعركة المصيرية التي يخوضها الجيش السوداني، لم تعد مواجهة العدو المادي بالسلاح هي التحدي الوحيد، بل برز عدوٌ آخر أكثر مكراً: أولئك الذين يحملون معاول الهدم تحت عباءة النصيحة، وينفخون في نار الفتنة تحت شعار النقد. فهم العدو فاحذرهم.
إنهم اشباه الاعلاميين” الجدد، الذين يظنون أن الوطنيةَ تكمن في تقويض أركان القيادة، وأن الحريةَ تعني إشاعةَ الفوضى في صفوف المؤسسة التي تحمي بقاءَ الأمة. يهزؤون بالرموز، ويستخفون بالمؤسسات، ويتناسون أن هناك حكمةً في التراتبية، وقيمةً في الانضباط، وقدراً في القيادة لا تُقاس بالعواطف الهوجاء ولا بالمزاج الشخصي.
فيا ايها المدلسون :
إن العلاقة بين القائد العام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والضباط الرفعاء مثل الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق ياسر العطا، هي علاقة قائمة على ثوابت النظام العسكري الذي شُيّد على أسسٍ من الأقدمية والكفاءة والطاعة في غير مساس بالكرامة. هذه الثوابت هي التي تصنع جيشاً لا يُهزم. فالقائد يُشاور ويأخذ برأي صاحب الرأي، ولكن القرار النهائي هو حكمه وحده، والجميع ينفذون بروح الفريق الواحد. هذه ليست ضعفاً، بل هي قمة القوة والاحتراف.
ولعلّ المفارقةَ العظيمةَ تكمن في تناقضِ هؤلاء(المدلسين) . فهم يهاجمون مستشاري القيادة الشرعيين الذين يعملون في ضوء التفويض الرسمي، بينما قدّموا في الماضي القرابينَ والمديحَ لآخرين تسلّقوا مراكزَ القيادة من خارج المؤسسة، بلا سند من علم أو خبرة أو تراتبيةٍ عسكريةٍ محترمة. يصفقون لمن دخلوا من النوافذ، ثم يثورون على من دخلوا من الأبواب!
فمالكم وعلاء الدين.؟ ومالكم والبرهان وكباشي هؤلاء رجال بينهم الود والاخوة ويعلمون مايفعلون.
خاب رجاؤكم.
إن نسيجَ الجيش السوداني هو نسيجٌ وطنيٌّ فريد، يجمع أبناء السودان من كل قطره. كباشي من جبال النوبة، والعطا من الشمالية، وجابر من دارفور. هم جميعاً ضباط أوفياء، يخدمون تحت علمٍ واحد، ويقاتلون عدوّاً واحداً. لا تنظر المؤسسة العسكرية إلى عروقهم أو قبائلهم، بل تنظر إلى إخلاصهم وكفاءتهم. هذا هو سرّ قوتها، وهذا هو ما يحاول اصحاب الفتنة نسفه.
المعركة الحقيقية تدور رحاها في الميدان، من “الفاشر” إلى “النهود”، حيث يقاتل رجالُنا الأبطال. أما معركةُ الوعي والتماسك الداخلي، فهي مسؤولية كل غيور. فليكن صوتُنا صوتَ الحكمة والبناء، لا صوتَ الهدم والتمزيق. فالجيش صمام الأمان، وحارسُه القائد، ووحدته هي خطّنا الأحمر الذي لا نسمح لأحدٍ بتجاوزه.
وضح؟.
شاهت الوجوه.
نقطة سطر جديد.