مقالات

نعي الناعي عوض التوم أحمد الحاج – عوض جولط فضجت الأسافير حزناً علي فراقه . تبادل أهله وإحباؤه وأصدقاؤه وعارفي فضله (وهم كُثر) خبر رحيله وسالت دموعهم جداول رقراقة

بقلم : وضاح السعيد

إنه الموت سبيل الأولين والآخرين وهو النهاية الحتمية التي كدنا نتطبع معها للتداعيات التي يمر بها وطننا الحبيب والحرب الضروس التي كانت سبباً مباشراً وغير مباشر في رحيل الآلاف من أبناء السودان داخل الوطن وخارجه .
فمن لم يمت بالرصاص مات بالهم والغم والأمراض المنتشرة وحوائط الغربة التي كانت سجوناً ملونة للعديد من العصافير التي كانت تْغرد في سماء السودان فضمتها أقفاص مختلفة الألوان والأشكال .
ولكن هي وقفةٌ لرجل يستحق أن ُتفرد له آلاف الصحائف لسيرته وسريرته وحبه لبلده وعشقه للأبيض التي عاش فيها وكتب عنها بحب .
ولمسة وفاء لرجل ظل وفياً لكل من يعرفه ويرتبط به .
غاب عنها عوض جولط لعشرات السنوات ولكنه ظل مرتبطاً بها وفياً لذكرياته والارتباط بالعروس لا يُقاس بالسنوات ولكن هي مسافة من الشوق تبدأ من الشهقة الأولي حتي الرحيل غرقاً بحبها في بحر الحياة المتلاطم .
وهي شجرة وارفة تتدلي علي أغصانها أنفاس العاشقين والأغنيات .
كان عوض جولط حقيبة كبيرة منتقاة بعناية ومستفة بالشجن والحنين والذكريات .
ولأنه كان من مفاخر الأبيض ورموزها نُعرّف أجيالنا القادمة بشخصيته الفذة حتي يحفظون له حقه الأصيل في الانتماء للوجدان الأبيضي والكردفاني .
عوض التوم أحمد الحاج من أبناء حي القبة وما أدراك ما القبة .
يقولون القبة أوروبا في الزمن الجميل ولكن القبة هي الدنيا كلها بقاراتها وفصولها ومناخاتها وعجائبها .
نشأ عوض في حي القبة في كنف أسرته الكريمة ومنها شقيقه عثمان التوم وشقيقته مواهب الموظفة في وزارة التخطيط العمراني والأستاذة عفاف المعلمة بمدرسة الربع الخامس الأساسية .
لعب لنادي الشاطئ _ نادي الإتحاد الآن ومنه انتقل لنادي الموردة الذي زامل فيه العمالقة علي عثمان وحيدر عثمان أبو سكين وسانتو ويحي الجاك أبا وأب جكيتا الكبير والخير الشيخ .
وهو قريب آل دقق وآل الوقيع وآل الحوري وآل بلو وآل الشاويش
زامل وصادق وجاور آل عشايا
خليل إسماعيل الشاهق معني ومغني وموسي وميرغني وحمد عشايا الذي أدهش الخواجات بأوتار جيتاره العجيب .
صادق عوض دقش نجم سوق ود عكيفة وعوبة وعباس عبد القادر ود الكابوي .
وله محبة ومعزة وضحوة ومقيلة مع معتصم ميرغني وشقيقه الصادق ميرغني حسين زاكي الدين وتؤامة مع نبيل بدوي وقصص وحكايات ومحبة لا تطالها الظنون مع محمد عثمان الحلاج .
درس عوض جولط في الأبيض الثانوية في دفعة خالدة ومنها لكلية الزراعة في الجميلة ومستحيلة _ جامعة الخرطوم وتزوج من نوال الطاهر أحمد عمر شقيقة الأخوة عبد الباقي (بقوية) وأسامة والطيب .
له من الأبناء الباشمهندس أبو ذر عوض التوم في قطر ود/ الحسن الطبيب بمستشفي أم درمان وإيناس الموظفة ببنك الثروة الحيوانية وشدن وهي تدرس طب الأسنان في جمهورية مصر العربية وحازم .
عمل الراحل لسنوات في بنك الثروة الحيوانية وكان مديراً لفرعه بالأبيض ثم مديراً للاستثمار في رئاسة البنك وعمل أيضا في الإتحاد المحلي لكرة القدم وكانت له بصمات واضحة زامل خلالها الهرم سليمان دقق .
لم تغب الأبيض عن ذاكرته فكتب عنها وصاغ حبها بمفردات ساحرة تتمطي الحروف فيها خدراً حتي يصير الكلام نغماً هفهافاً .
نعزي من علي البعد أسرتيه الصغيرة والكبيرة ونخص بالتعزية أبناءه الكرام الذين أحسن تأديبهم وصقلهم فخرجو للمجتمع سيوفاً صقيلة أجاد فيها الحداد وبينهم علاقة انموذج من المحبة والاحترام
ونعد بنشر كتاباته الجميلة وسيرته الأجمل ولا حول ولا قوة إلا بالله

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى