مقالات

وداعآ كردفان الغرة الخيرها جوة وبرة

 

ثلاثة أيام قضيناها بشمال كردفان مابين عاصمتها عروس الرمال الابيض(القبة) و بعض محلياتها الرهد ابو دكنة وأم روابة.
خلال تواجدنا بالابيض رغم قصر الزيارة استعدت ذكريات سنين مضت تقارب عقدين من الزمان كانت الابيض محطة رئيسية للعبور والسفر للجامعة في الخرطوم ، زيارة الوالد في جنوب السودان مدينة اويل بشمال بحر الغزال عبر مطار الابيض لقضاء الاجازة معه ، النشاط السياسي الطلابي في شمال كردفان واستعادت ذكري الحملات الانتخابية في جامعتي كردفان والقران الكريم في الاعوام ٢٠٠٥م – ٢٠٠٦م وغيرها من الذكريات الجميلة.
رغم الحرب ومأساتها وأستقبال مدينة الابيض لاعداد كبيرة من النازحيين والفاريين من جحيم الحرب من الولايات المجاورة من غرب وجنوب كردفان وولايات دارفور الا ان الابيض تعج بالحيوية والنشاط ، لا زال سوق ابو جهل بحيويته ونشاطه الاقتصادي، ولا زالا السوق الكبير وشارع الدكاترة والربع الاول بنضارتهما المعهودة.
زرت مركز ايواء مدرسة ذاكي الدين بالابيض من ضمن مراكز الإيواء التي زرناها فالمركز يحوي عدد من نازحي بابنوسة والفولة الذين نزحوا نزوحآ مركبآ من بابنوسة الي الفولة ومن الفولة الي النهود ومن النهود الي الابيض، تلمست ملامح النازحين/ات في هذا المركز لم اجد شخصآ اعرفه ويعود ذلك لسنين الغياب الطويلة عن القميرة ، وبعد جهد جهيد وجدت العم صرمان حارن والد صديق طفولتي ودفعة دراستي بالمدرسة الاساسية حارن صرمان حارن ، فالعم صرمان حارن كان من عتاة اعضاء مجلس الاباء بمدرستنا الأساسية ببابنوسة فكان العم صرمان حارن صاحب كلمة قوية وصارمة فحضوره لاجتماع مجلس الاباء يغني حضور بقية مجلس اباء مدرستنا وكان يتخذ القرارات نيابة عنهم وتتم مباركة قرارته والتأمين عليها من ابائنا.
كان العم صرمان حارن يمتهن مهنة الجذارة بالسوق الصغير ببابنوسة فكان كريمآ وشهمآ لا يبخل لمحتاج ولا يرد صاحب حاجة.
التقيت العم صرمان حارن بالابيض وهو قد كبر في العمر الا ان ذاكرته لا زالت حية ومتقدة وعرفت ذلك من خلال حواره معه وتذكيره وتعريفه بنفسي ووالدي فكان حاضر البديهة وسريع الاجابة.
ينحدر العم صرمان حارن من منطقة جبال النوبة/ جنوب كردفان وللامانة والتاريخ لا أعرف حتي هذه اللحظة من اي منطقة او قبيلة ينحدر العم صرمان ، رغم المامي ومعرفتي بمعظم قبائل ومكونات جبال النوبة التي تعرفت عليها لاحقآ نتاج تجارب عايشتها ومناطق زرتها بجبال النوبة/ كردفان .

ام روابة قصة اخري فهي عنوان مقال قادم ان مد الله في الاجال.

الصورة من ضواحي مدينة ام روابة في احدي مزراعها الجميلة أمسية ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥م.

بدرالدين موسي علي
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥م

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى