
..
تقرير : محمد جمال قندول
شارك وزير المعادن نور الدائم طه أمس السبت، في منتدى التعدين (الإفريقي – الصيني) بمدينة تيانجين الصينية، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الصين للتعدين بحضور وزراء ونواب وزراء المعادن بالدول الإفريقية، والذي يعد أحد أهم المنابر الاقتصادية بالعالم.
ويزور نور الدائم طه الصين على رأس وفدٍ رفيع في رحلة وصفها المراقبون بالمهمة والتي سيكون لها ما بعدها.
بناء القدرات
ودعا وزير المعادن نور الدائم طه الشركات الصينية إلى الاستثمار في السودان، حيث أبرز ما توفره الدولة من تسهيلات وحوافز وما سنّته من لوائح وقوانين مشجعة لجذب الاستثمارات الأجنبية.
نور الدائم أكد خلال كلمته للحضور التزام السودان بدعم وتشجيع الاستثمار والتطوير وبناء القدرات ونقل التقانة في مجالات الاستكشاف والإنتاج.
واستعرض الوزير ما تتمتع به البلاد من ثروات معدنية متنوعة تشمل المعادن الثمينة مثل الذهب، ومعادن الطاقة كالكوبالت، والليثيوم، والنحاس، بالإضافة إلى المعادن الاستراتيجية والحرجة والنادرة.
وعلى هامش المؤتمر، عقد وزير المعادن نور الدائم محمد أحمد طه مباحثات ثنائية مع نائب وزير الموارد الطبيعية بجمهورية الصين الشعبية شو داجون، حيث تطرق الجانبان لسبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين عبر قطاع التعدين.
وأكد شو داجون على رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع السودان وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة في مجال المعادن.
وكان وزير المعادن قد أكد خلال كلمته بالمحفل الاقتصادي بأن السودان حريص على إقامة شراكات استراتيجية ومربحة مع الدول الصديقة والتي من بينها الصين، حيث وصفه نور الدائم بالشريك الأساسي في تطوير قطاع التعدين بإفريقيا.
مرحلة جديدة
ويقول الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي إنّ أهمية منتدى التعدين (الإفريقي – الصيني) تبرز كأحد أهم المنصات الاستثمارية في القارة، إذ يجمع وزراء المعادن الأفارقة وكبرى الشركات العالمية لاستعراض الفرص والحوافز الصينية الموجهة لتطوير قطاع التعدين الإفريقي ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.
ويمنح المنتدى الفرص في بناء شراكات إنتاج وتصنيع ونقل تكنولوجيا تعزز من قيمة المنتج قبل التصدير.
وتابع العركي أن تواجد وزير المعادن ووفده جاء في هذا الإطار، كما أنها أكدت الحضور السياسي والاقتصادي للدولة في هذه الفاعلية المهمة رغم ظروف الحرب، إذ أبرز وزير المعادن الأستاذ نور الدائم محمد أحمد طه ما يملكه السودان من ثروات ضخمة تشمل الذهب، والليثيوم، والكوبالت، والنحاس، والمعادن النادرة، داعياً الشركات الصينية إلى الاستثمار، ومؤكداً التزام الحكومة بتوفير بيئة آمنة وتشريعات جاذبة وبنية تحتية قيد التطوير.
ويضيف محدّثي بأن خطاب الوزير حمل رسائل اقتصادية وسياسية واضحة أبرزها إعادة تموضع السودان في خريطة الاستثمار العالمي، بسعي السودان للانتقال من تصدير المواد الخام إلى مرحلة التصنيع المحلي، وإرساء شراكات طويلة الأمد تعزز التنمية المستدامة وتعيد إدماج السودان في الاقتصاد العالمي، ورسالة سياسية مفادها أن الخرطوم لا تزال منفتحة على الشراكات الدولية، وقادرة على مخاطبة العالم من موقع الدولة لا الأزمة، وأنها تتجه لبناء تحالفات اقتصادية متوازنة بعيداً عن الاصطفافات.
وعطفًا على ما ذكره أعلاه فإن د. عمار يرى أن المنتدى منح السودان منصة وفرصة يجب استثمارها جيداً لإثبات قدرته على توظيف موارده وثرواته كأداة دبلوماسية واقتصادية تعيد له مكانته الإقليمية وتؤسس لمرحلة جديدة من التعافي.
الجدير بالذكر، أن مؤتمر ومعرض الصين للتعدين 2025م شهد مشاركة أكثر من 5000 مختص ومستثمر من 42 دولة، من بينهم وزراء ومسؤولون من 23 دولة.