
أيلا سيرته في قلوب الملايين إن شاء الله يكون في عليّين
رؤى متجددة
أبشر رفاي
جاء في أثر الرحيل… أذكروا محاسن موتاكم..فالزاد قليل والطريق طويل..فإذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به وصدق جارية وولد صالح يدعو له حديث شريف.. فالموت حقا وصدقا مصيبة بل أم المصائب فلا أحد يعرف زمانه ومكانه وسببه.. فلذلك المضاد الحيوي للفناء الذي كتبت لسائر المخلوقات والكونيات والكون نفسه هو الإستعداد الدائم بمطلوبات الرحيل…
فالمصيبة في العادة الحياتية تقع كبير ثم تصغر تدريجيا بصبريات صبر البصيرة.. والصبر الجميل… وصبر أيوب عن الأنبياء والأنبياء الرسل الكرام حتى تتلاشى ويتحول أثرها أي المصيبة إلى دروس مستفادة وعبر يعتبر بها لمن ألقى السمع وأرسل البصر كرة كرتبن لمشاهدات الردى وأرسى البصيرة على مرسى الحق وهو شهيد…
نعم حدثنا مسرد تاريخنا الوطني القديم والأقدم والحديث عن رجال عظماء ونساء عظيمات عن السودان عموما وأهلنا في شرق البلاد الحبيب سطروا وسطرن مسيرتهن وسيرهن بأحرف من نور على جداريات الزمن وذواكر الشعب والأمة السودانية..
أذكر في التاريخ الحديث جدنا الأمير البطل عثمان دقنة وهنا تطول قائمة شرف الرموز الوطنية والأهلية والدينية الباذخ حتى الإستقلال وماتلاه من مسيرة البناء الوطني الممتدة حتي الكارثة والهجمة التآمرية الهجين التي تتعرض لها البلاد ودور أهل الشرق الحازم والحاسم في صدها منذ أن كانت يرقة وشرنقة حتى طور الحشرة الكاملة السامة اللاسعة للجميع بلا رحمة… ولن تتوقف المواقف الوطنية الممتدة المشرفة لأهلنا في شرقنا الحبيب ورموزه الوطنية عند السيرة والمسيرة العطرة للراحل المقيم رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في أعلى عليين محمد طاهر أيلا.. ولكنها حتما ستقف عند سيرته ومسيرته وقفة حداد وإجلال وتقدير ووفاء ورد الجميل أصالة عن أنفسهم ونيابة عن الشعب السوداني الصابر في مصابه الجلل أيلا…
نعم أيضا في الوقت الذي يتقدم فيه الشعب السوداني اليوم بجزيل الشكر والعرفان لمواطن الشرق عموما لقاء دوره الوطني المشهود في الدفاع عن الوطن والمواطن والدولة بصده للعدوان بمنع تسلله سياسيا وعسكريا وإجتماعيا ورموزيا وبتوفيره ممرات ومقرات آمنة للوافدين جراء الحرب الوجودية اللعينة إستقبالهم بعقل وقلب مفتوح وأنفس مطمئنة… وهم أيضا يتحدثون بجميل الحديث عن مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة ودورهم الوطني المشرف منذ أن كانت الحرب الوجودية تتجمل وتقدل بثوب المدنية والمدنيااااو الزائفة وهم يهتفون ترك مرك وشيبة ضرار زول نصيحة بره من أجل وطن لن يؤتى أبدا من شرقه الحبيب… وكذلك يتحدثون اليوم عن مآثر وعن الدكتور المرحوم محمد طاهر أيلا سيرة ومسيرة بمثلما فعلت الفضائية السودانية بالأمس مشكورة…
إنتبهت الرؤى المتجددة ونظرت إلى شرقنا الحبيب وشعبه البطل ورموزه الوطنية المخلصة بعيون زرقاء اليمامة قبل أكثر من عقدين من الزمان… نظرت إليهم ولأدوارهم الوطنية الكبيرة التي يتحدث عنها اليوم الجميع
فقامت بتكريمهم في حفل جماهيري حاشد بالعاصمة القومية الدائرة ٢٤ البقعة الأولى أمبدة بمناسبة تعظيم ورفع قدر القيمة التاريخية والإنسانية والإجتماعية والسياسية لعرف ( القلد ) ودوره في إستدامة الأَمن الإجتماعي ودوره في إحتواء وفض النزاعات ومنع وقوع الصراعات وتوفير سبل الحماية الأهلية والمدنية حضر حفل التكريم الجماهيري ما لايقل عن عشرة الف مواطن بميدان سواكن بالدائرة ٢٤ البقعة الأولى بمحلية أم بدة بالخرطوم شرفه كافة رموز الشرق من كل ألوان الطيف السياسي والإجتماعي من بينهم الراحل المقيم الدكتور محمد طاهر أيلا والباشمهندس إبراهيم محمود حامد والأستاذ الوزير حسن موسى شيخ الصافي والشهيد لواء شرطة طاهر بخيت أبكراي دائرة هيا نائب أمين الهيئة البرلمانية بالبرلمان القومي ونائبها كذلك بعد الرحيل الأستاذ مجدي عثمان الدوائر العلمية بولاية البحر الأحمر وقيادات الهيئات البرلمانية بولايات الشرق الثلاث القضارف وكسلا والبحر الأحمر وقدامى قيادات العمل الوطني التراكمي بشرقنا الحبيب.. والرموز الدينية والمرأة والشباب والطلابية…. واذكر في فقرة التكريم المهيب الذي شمل كل الوان الطيف الشرقاوي وغير الشرقاوي علق ظريف وخبيث المدينة بالقول كيف جمع البرلماني رفاي كل هذا الطيف والحضور بدائرته بميدان سواكن الرجل داهية ربما يخطط لإنتخابات مبكرة… في الوقت كنا عكس مايقولون ويظنون بنا ظن السوء كنا نري منذ ذلك الزمان الباكر بأن هؤلاء القوم أمينة وركيزة وطن ندخرهم لمثل هكذا وهذه الأيام فلن تؤتى البلاد من بابهم… فما كنا نتوقعه بقراءة ونظرة إستراتيجية ما يزيد عن عقدين من الزمان حدث اليوم بالمسطرة… فما لكم كيف تحكمون وتظنون
الراحل المقيم الدكتور محمد طاهر أيلا لم تربطن به أي مناسبة أو تجربة أو حتى دعوة للمشاركة في مهرجانات الجذب السياحي والمعرفي والتعرفي والتعارفي بولايته ولاية البحر الاحمر… ولكنه رجل أمة بما حمل من قيم ومعاني ومكارم أخلاق سارت بها الركبان.. رجل دولة مجيد لكتابة وقراءة لوحه في المجال..
أيلا وفقا لأعماله وسيرته ومسيرته العطره شخصية سياسية من الدرجة الفكرية فوق المهنية والأكاديمية وفكريته وتفكيره الإبداعي تجلى تماما في إبتكار وتنوع الأعمال والمشروعات وفي تحريك وتفجير الطاقات وفي بعث وإستنهاض وترقية الطموح والهمم وزرع الأمل وتجديده في النفوس.. مجيد لمهارات الإدارة التقليدية الأهلية والإجتماعية والإستراتيجية المتقدمة..
أيلا عرف بأنه يتحرى دور ميزان مدفوعات الشخصية العقل والنفسين المطمئنة وتلك الأمارة بالسوء.. وكذلك ميزان الذات… الروح والنفس والجسد… فمن هذا المنطلق كانت له إهتمامات واضحة بشان إستحقاقات التنمية البشرية كأساس للتغيير والتحولات الكبري..ومن إبداعاته كذلك في سياق ومساق فرص النهضة والتطور بأي موقع من مواقع التكليف أحداثه لأكثر من نقلة نوعية تكامل بين جهده وجهد الذين سبقوه مقروء بجهود والموطن من أجل حاضر مبهر ومستقبل زاهر بالطموحات والأماني والتطلعات المشروعة…
ختاما ولما كانت ألسن الخلق هي اقلام الحق لتستطير الحقيقة وتثبيت محاسن الأعمال… فمنذ حضورنا ولأول مرة في حياتنا لولاية البحر الأحمر بورتسودان يتحدث الناس ومن كل الشرائح والفئات بأن كل صور النهضة والتطور الكبير الذي شهدته الولاية وعاصمتها عروس البحر بورتسودان يا حورية وبعدها ولاية جزيرة الخير ورئاسة مجلس وزراء السودان تتحدث اقلام الحق في المقاهي والمركبات والمناسبات العامة والخاصة بانها من بعد فضل الله تعالى للدكتور المرحوم محمد طاهر أيلا..
ويا سلام على أيلا الذي ودعته جموع غفيرة َمنذ لحظة إعلان وفاته حتي الصلاة على جثمانه ومواراته الثرى وعند تأبينه الكبير الذي شرفته قيادة الدولة ولفيف من قطاعات الشعب السوداني..
اللهم أرحمه رحمة واسعة وتقبله قبولا حسنا مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا….
اخوك في الله وفي الوطن والإنسانية… أبشر محمد حسن رفاي علوي…
8 أكتوبر ٢٠٢٥