الأخبار

استهدفها الجيش لأول مرة منذ ثمانينات القرن الماضي،،.. كاودا،، ” على نفسها جنت براقش”..

استهدفها الجيش لأول مرة منذ ثمانينات القرن الماضي،،

كاودا،، ” على نفسها جنت براقش”..

تمتعت كاودا بحماية طبيعية، وكرَّست وجوداً موازياً للدولة في جبال النوبة..

يد الحرب الإلكترونية قادرة على اختراق الجبال والوصول إلى أي نقطة..

الجنرال معاوية: كاودا مثلت خط الإمداد الرئيسي للحلو من جنوب السودان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

نفّذ سلاح الجو السوداني، سلسلة ضربات جوية مركّزة على مواقع تابعة للحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو بمدينة كاودا معقل المتمردين في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، في عملية هي الأولى من نوعها منذ اندلاع التمرد في جبال النوبة في ثمانينات القرن الماضي، وأكدت مصادر عسكرية أن القصف الجوي كبّد قوات الحركة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بعد استهداف معسكرات ومخازن إمداد في عمق المنطقة التي ظلت لسنوات طويلة خارج نطاق ضربات الجيش.

ضربات جوية وخسائر ميدانية:
وبحسب مصادر عسكرية موثوقة، فقد شنّ الطيران الحربي السوداني غارات مكثفة بالطائرات المُسيَّرة على معسكر رئيسي للحركة الشعبية في كاودا، أسفرت عن تدمير عدد من العربات القتالية بكامل تجهيزاتها الحربية، إضافة إلى تدمير مخازن للذخائر والوقود وآليات للنقل العسكري، وأدت الهجمات كذلك إلى مقتل عدد من عناصر الحركة وإصابة آخرين، وسط حالة ارتباك داخل صفوف قوات الحلو، وأشارت المصادر إلى أن العملية جاءت بعد رصد تحركات وإمدادات عسكرية كبيرة وصلت إلى كاودا خلال الأيام الماضية، يُعتقد أنها كانت في طريقها لدعم مسارح القتال في جنوب كردفان، وشمال وغرب كردفان، بالإضافة إلى ودارفور.

مقفولة وموازية:
تُعد كاودا أهم معاقل الحركة الشعبية في إقليم جبال النوبة، وظلت منذ ثمانينات القرن الماضي منطقة “مقفولة” ومحصّنة يصعب الوصول إليها بسبب طبيعتها الجبلية المعقدة وسلسلة المرتفعات التي تحيط بها، ما جعل اجتياحها عسكريًا ضرباً من المستحيلات، وعلى مدى العقود الماضية، كانت كاودا “عاصمة فعلية” للحركة الشعبية، حيث تمتعت بحماية طبيعية مكّنتها من أن تكون منطقة مغلقة أمام الجيش السوداني، وظلت كاودا تستقبل الطائرات الأجنبية التي تهبط وتغادر محملة بموارد السودان، وعلى رأسها ذهب جبال النوبة الذي احتكره عبد العزيز الحلو وهيمن من خلاله على اقتصاد المنطقة، وكرّس وجوداً موازياً للدولة داخل مناطق سيطرته، ولم تشهد كاودا أي ضربات جوية طوال فترات التمرد السابقة، قبل أن تكسر القوات المسلحة هذا الحاجز أمس عبر عملية وُصفت بأنها تحوّل استراتيجي غير مسبوق.

على نفسها جنت براغيش:
وامتدح الخبير العسكري الجنرال دكتور معاوية علي عوض الله خطوة سلاح الجو السوداني باستهدافه مدينة كاودا معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان – جناح عبد العزيز الحلو، وقال الجنرال معاوية دانيال في إفادته للكرامة، إن كاودا ظلت لسنوات طويلة محوراً رئيساً لوصول الإمداد القادم من جنوب السودان، حيث تتحرك القوافل العسكرية من داخل أراضي الجنوب إلى كاودا ومنها إلى مناطق العمليات داخل ولايتي جنوب وغرب كردفان، ثم تنتقل إلى مسارح القتال في دارفور، مبيناً أن أعين الاستخبارات العسكرية كانت تتابع هذه التحركات بدقة، إلى أن حانت اللحظة المناسبة للتعامل معها عبر ضربات جوية مباشرة دمّرت المخازن والآليات الحربية والأرتال القتالية التي كانت تمثل العمق اللوجستي للحركة الشعبية، وقال الجنرال معاوية إن كاودا التي نعمت بالأمن والاستقرار لسنوات طويلة أصبحت اليوم هدفاً مشروعاً بعد تحالف عبد العزيز الحلو مع قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وزاد: “يد الحرب الإلكترونية وسلاح الجو القادران اليوم على الوصول إلى أي نقطة”، مؤكداً أن الحركة الشعبية قد جنت على نفسها بتحالفها ” المتهور” مع ميليشيا الدعم السريع.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فإن استهداف كاودا يحمل دلالات عميقة تتجاوز الطابع العسكري المباشر، إذ عمل هذا الاستهداف على كسر خط أحمر ظل قائماً لأربعة عقود، وتشير الخطوة إلى تحول كبير في قواعد الاشتباك بين الجيش والحركة الشعبية، كما تعكس العملية رغبة الجيش في قطع خطوط الإمداد التي تمدّ جبهات القتال، خصوصاً بعد دخول قوات الحلو في تحالف عسكري مع مليشيا الدعم السريع، ما وسّع نطاق الحرب جغرافياً وميدانياً، فبينما تمثل الضربة الجوية رسالة ردع للحركة، فإنها تؤكد الوقت نفسه تعني أن الحرب دخلت مرحلة جديدة، قد تُعيد رسم ميزان القوى في جنوب كردفان، وتضع كاودا لأول مرة منذ ثمانينات القرن الماضي تحت طائلة الاستهداف المباشر، في مؤشر على تحوّل استراتيجي سيكون له طول باع في مسار هذا الصراع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى