الأعمدةتأملات

الإعلام .. ومعركة الكرامة

تأملات
جمال عنقرة
الإعلام .. ومعركة الكرامة

لا يختلف اثنان في الدور الإيجابي العظيم الذي قام به الإعلام الوطني السوداني في معركة الكرامة، وكان للإعلام الإلكتروني في ذلك نصيب الأسد في ظل غياب الصحافة الورقية والقلة والضعف الشديد للفضائيات والإذاعات الوطنية، فلقد تصدي الإعلاميون الوطنيون للآلة الإعلامية الضخمة للمليشيا المسنودة اقليميا وعالميا، وهذا موقف وطني عظيم يسجله التاريخ للإعلام السوداني.
ومع ذلك تظل هناك ملاحظات مهمة ينبغي الوقوف عندها من اجل تجويد وتحسين الأداء، معلوم ان الإعلام الإلكتروني لا يلترم كثيرا بالضوابط المهنية، وأبوابه مفتوحة للجميع بلا كوابح، ومن هذه الأبواب يدخل الصالح والصالح، والثمين والغث، وهذا لا يمكن ضبطه، ومهما كثر غثه وطالحه فان آثاره محدودة ذلك انً القارئ السوداني حصيف يميز الحق من الباطل، ولكن المشكلة تكمن في تجاوزات اخري قد تكون آثارها ضارة جدا في زمن الحرب، فبعض الكتاب والصحفيين لا يزالون يعتقدون أنهم يفهمون في الشأن العسكري اكثر مما يفهمه جنرالات الجيش، وهذه حالة سودانية معروفة، فأي مشجع كرة قدم بمجرد ان دفع خمسة جنيهات وقطع تذكرة وجلس في المصاطب الشعبية يعتقد انه يمكن ان يلعب احسن من كابتن الفريق، ويعرف خطط احسن من أي مدرب، فلا يجوز للصحفيين المحترفين الكبار ان يفكروا بذات طريقة العوام من المشجعين، لا سيما وان قادة الجيش اثبتوا بيان بالعمل أنهم كانوا يعملون بخطط مدروسة أتت أكلها وأذهلت العالم اجمع، وهناك ايضاً تجاوز إعلامي في المجال العسكري يحتاج الي ضبط، وهو ان البعض يكتبون ويتحدثون عن مواقع قوات الجيش وتحركاتها ووجهاتها، وهذا امر ضار جدا يستفيد منه العدو ويعيق تحركات قواتنا الباسلة.
أمر آخر اهم واخطر وهو ان بعض الصحفيين والإعلاميين ارتضوا ان يكونوا اداة هدم وتدمير لبعض قصيري النظر من منسوبي ومحسوبي الحكومة يستغلونهم لتصفية خلافات وخصومات الوطن ليس له فيها ناقة ولا جمل، ومن أمثلة ذلك الحملات الشرسة ضد القوات المشتركة وحركات الكفاح المسلح وشباب الإسلاميين المجاهدين، هذه الحملات مرعية ومدعومة من بعض الحكوميين وهذا امر مخجل، وهذه الحملات طالت في بعض الأحيان بعض قيادات الدولة الرفيعين، فلو ان بعض منسوبي ومحسوبي الحكومة لا ينظرون الي ابعد من تحت اقدامهم، فنربا بقادة الفكر والرأي ان يكونوا مطايا لهم، يصلون بها الي غاياتهم الرخيصة، فحركات الكفاح المسلح أبلت بلاء حسنا في معركة الكرامة، ولا يزالون، وهم لا يقاتلون دفاعا عن الفاشر وحدها، وإنما يقاتلون في كل المحاور، مصفاة الجيلي، الفاو، المناقل، سنار، واخيراً لحقوا بالصياد لتكملة المشوار، وهم يقاتلون بأنفسهم وفلذات أكبادهم واخوانهم وعشائرهم.
أما شباب الإسلاميين فبلاوهم معروف، وهو ليس جديدا عليهم، قاتلوا في فلسطين وفي الجزيرة أبا وفي دار الهاتف ومطار الخرطوم وفي أحراش الجنوب. ويقاتلون اليوم في كل مكان دفاعا عن الدين والوطن ولا ينتظرون من احد جزاء ولا شكورا، وهم لم ينصاعوا لقادة الحركة المنعمين، وإنما يتبعون الذين يرابطون معهم في الخنادق المشهود لهم بالجهاد والفداء.
فالحملات الإعلامية الحائرة ضد هولاء تخصم من الأعلام والإعلاميين الذين ينصاعون لذوي الهوي والغرض من بعض منسوبي ومحسوبي الحكومة.
يحمد للأخ اللواء الركن بشير مكي الباهي رئيس اللجنة القومية للاستنفار والتعبئة الشعبية أنه بدأ من الان يفكر ويخطط ويعد العدة لاستيعاب شباب المجاهدين من كل أطياف السودان في معركة البناء بعد انً تضع الحرب أوزارها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى