الأعمدة

 الاعلام الموجه  

ضل الضحي

بقلم/حسن عبدالفتاح الركابي

يمارس الاعلام في بلادنا-

بوعي، وبدون وعي أحيانا-

دورا توجيهيا مدمرا، يسبب

أكثر ما يعاني الشباب من تناقض بين فهم التربية التي تدرس له، ثم ما يأتي الاعلام

لنقضه و تشكيكه فيه، الأمر

الذي يوقعه في صراع نفسي

وفكري، فالصحافة لا تتورع أن تنشر حديثا دينيا عميقا في صفحة، وتنشر في الصفحة المقابلة لها صورة لحسناء فاتنة عارية أو شبه عارية. بينما تقابل صحافة الدول ((الايديولوجية)) الخبر

لتعيد نشره وفق رأيها ومعتقدها وتفسيرها للأمور، تأخذ صحافتنا الخبر ذاته من

وكالات الأنباء لتنشره دون تفكير فيه أحيانا، حتي اصبحت الوكالات تدس لهم

أخبار يعلمون أنها ستنشر كما

هي، ولأن صحافتنا في مجملها تعاني عجزا في المادة، وقصور في تقديم الجديد المبتكر، فأنها-وبغياب

الفكرة والهدف من انشائها-تقدم كل شئ متناقض

ولا تلتزم بفكر، ولا تعمل لهدف

الا الكسب المادي، لذلك كله تجد المقالات التي تشكك في

القيم الأساسية، وتدعو الي الفجور، وترضي-باسم بالحرية-كل شئ حتي بعض

ما يسيئ الي هيبة الدولة وأمنها وأسرارها، وكذلك الحال في الاذعتين المسموعة

والمرئية، فكلتاهما تستقطب

الناس جميعا، المتعلمين وغير

المتعلمين، غير ان تأثير الاذاعة المرئية (القنوات) اعظم واخطر، وأبعد اثرا في

التأثير في عقول الناس وارائهم بعامة والشباب بخاصة. والجهازان يعانيان

من الأفلاس في الفكر والبرامج النافعة، ويعتمدان علي التمثيل الهابط، والمعالجات التي لا تتصل بالواقع، ولأن ذلك كله معروف

يكتب عنه كل يوم فسنذكر

شيئا عن دور أجهزة اعلام لتشارك في تربية الشباب وبناء الأجيال ليكونوا رجالا

وليكونوا قوة بناء وحماية

لدولهم، وليكونوا علماء لا يعيشون علي فتات الأمم،

التخطيط الاعلامي:

لما كان لوسائل الاعلام تأثيرها

المعروف في تكوين اتجاهات

الشباب وأفكارهم-كان التخطيط الاعلامي أمرا لازما،

وليس ذلك التخطيط الذي يوزع عدد الأغاني بالتساوي

بين المطربين، وعدد التمثيليات الفكاهية والعاطفية… الي اخر ذلك، لكن

التخطيط الذي يعمل لتكوين

الاتجاهات السليمة، والعادات

المرغوبة، والتدريب العقلي، والمعرفة المتنامية، والتخطيط المرتبط بفلسفة

التربية والثقافة التي تعمل

الدولة لها. ولا يمنع التخطيط

مراعاة تحقيق أهداف الاعلام

في الترفيه عن الناس، وتثقيفهم، ولكن يمكن أداء ذلك كله بأن يكون الترفيه هدفا يحمل مضمونا للسامع

والمشاهد.

تابعونا نواصل……..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى