مقالات

 البرهان كباشي ،، إختلاف أم خلاف نظرة تأصيلية ،،!!

قبل الحديث عن” ماهية’ الخلاف الإختلاف ، لابد من تعريف تفصيلي لفحوي ‘ المسألة” حتي يكون الناس علي بينة من هذه المسائل العلمية ، وقد جاء في كتاب الإختلاف للشيخ محمد الهلالي ، وكتاب فقه الإختلاف للشيخ محمد ابراهيم صديق ، وكتاب مفهوم الإختلاف للدكتور باسل المسالمة ، ” أن الخلاف مصدر خالف، بينما الإختلاف مصدر اختلف، والخلاف هو المضادة، وقد خالفه مخالفة وخلافاً، وتخالف الأمران واختلفا، اي لم يتفقا، وقد جرت العادة على إستخدام الإختلاف فى التنوع ، والتعدد وتلاقح الأفكار ، والتدافع بين الآراء ، بينما نجد الخلاف ، أمر مذموم وسلبي ” !!*

*” الإختلاف ” ظاهرة طبيعية للتنوع وتعدد الأفكار والآراء، ولا تؤدي إلى صراع أو عداء، بينما “الخلاف “، هو تحول هذا التنوع إلى نزاع وصراع ، وتنافس سلبي غالبًا ما ينتج عنه تباعد وعداوة وبغضاء ومشاحنة وربما حرب ضروس !!*

*الاختلاف تباين في وجهات النظر ، أما الخلاف فهو تعارض يسبب تصادمًا ونزاعًا ، والاختلاف ، امر طبيعي وإيجابي ، يعكس تنوع البشر وتجاربهم المختلفة ، ويساهم في إثراء النقاشات وتطوير الفهم.*

*الإختلاف دائما يبني على دليل ، و يكون مستندًا إلى لمسوغ فقهي او علمي صحيح ، ونجد في باب الاجتهاد، اختلاف آراء الفقهاء في الفروع الفقهية، وهذا يعتبر سنة كونية ، ويُنظر إليه كفرصة للنمو والتعلم والتعاون، كما في اختلاف وجهات النظر في بيئة العمل الذي يؤدي إلى حلول أكثر إبداعًا.*

*أما الخلاف ، فهو امر مذموم وسلبي ، يتحول إلى صراع ونزاع بسبب التعصب للرأي ، أو عدم قبول وجهة نظر الطرف الآخر، مما قد يؤدي إلى الفرقة والعداء ، الخلاف فيه مُفسدة للعلاقات ، وينسف البناء المشترك ، ويزيد من التفتيت ، ويؤدي إلى التناحر ، وضعف الأمة والخلاف دائما يحدث في محل لا يسوغ فيه الاجتهاد ، ولاراي فقهي او علمي ، وحتي الخلاف في المسائل التي تخالف النص الواضح أو الإجماع ، نجده يكون مبنيًا على هوى وتعصب.*

*فليكن” البرهان وكباشي ” علي أختلاف في فهم الموضوعات والمتغيرات ، لان الاختلاف سنة كونية ولا يفسد للود قضية، وقد أختلف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فهم حديث لا يصلين احدكم العصر الا في بني غريظة ، ومن باب الاقتباس اقول لا يصلين أحدكم العصر الا في الفاشر موضع الاختلاف القائم لنؤكد الشعب السوداني أن كلا الجنرالين علي صواب !!*

*جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب: «لا يُصليَنَّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة» فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم: بل نصلي ، لم يُرِدْ منَّا ذلك، فذُكِرَ للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يعنف واحدًا منهم.  “متفق عليه “!!*

*النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة الأحزاب قال لأصحابه: لا يُصَلِّينَّ أحدٌ صلاةَ العصر إلا في بني قريظة، وهم من اليهود، وقد غدروا لما جاء المشركون للمدينة وتفاجؤوا بالخندق، فوقفوا مع المشركين ظنًّا منهم أنهم سينتصرون على المسلمين، وفي طريق الذهاب حضرت صلاة العصر ، فقال فريق من الصحابة لا نصلي العصر حتى نصل إلى بني قريظة ، لأنه ظاهر النهي النبوي ، وقال فريق آخر بل نصلي ، لأن مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام يعني السرعة في الذهاب إلى بني قريظة ، وعدم الانتظار ، ولم يرد حقيقة عدم صلاتهم ، فلما أخبروه لم يُعنِّفِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم واحدةً من الطائفتين لأن المسألة محتملة للقولين جميعًا.!!*

*ما يميز القوات المسلحة السودانية انها مدرسة فريدة في غرس القيم الوطنية في تقدم المصالح الوطنية علي المصالح الشخصية ما يعني بالضرورة ان العلاقات بين اتباع هذه المدرسة الفريدة والمتميزة في محيطنا الإقليم قائمة علي اسس راسخة ، وليس علي المزاج ، والعاطفة وركوب ، الراس كظاهرة قائد مليشيا الدعم السريع الإرهابية ذالكم النبت الشيطاني الذي اهلك الحرث والنسل وعاث في الارض فساد قوم عاد وثمود!!*

*موقنين مهما ظهر من تباين في وجهات النظر لن تشكل تهديدا للعلاقات والجهود الوطنية التي قطعها الرئيس البرهان برفقة نائبه الفريق الكباشي، وستعود الأمور إلى وضعها السابق ، وقد أثبت القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي عقلانيتهما ونجاحهما في قيادة معركة الكرامة الوطنية بحنكة واقتدار ، أكدت علي ذالك الصورة التي ظهر فيها ” البرهان وكباشي” داخل غرفة القيادة والسيطرة بالقيادة العامة للقوات المسلحة في اليوم الاول من اندلاع حرب 15 ابريل في بث روح الطمانية والفخر والاعتزاز في نفوس الشعب بالقوات المسلحة السودانية وشجاعة الجنرالين في ساعة اشد من الجمر !!*

*بعض المنجمين وجدوا ضالتهم لتوسيع نطاق التباين واشاعوا الكباشي يريد أن يملأ الفراغ ، الكباشي باتت منافس للبرهان في الحكم ، لكن الأمير جمال عنقر في مقالته بالقراء جسور ، معقبا علي مقالة الأستاذ محمد عثمان ابراهيم بعث الطمانية واكد جازما أن كلا الرجلين ليس لاحدهما مصلحة شخصية يسعي لها، ما يعني أن كل واحد منهم له دليل يستند عليه في فهم الأمور كفهم الصحابة للحديث انف الذكر !! وهذا ما ذهبت اليه في هذه المقالة لنؤكد أن المسالة اختلاف محمود لا تفسد للود قضية ، وليس خلاف قائم علي التناحر والتنازع والعداوة والبغضاء نطمئن الجميع!!*

*المسائل العلمية والعسكرية على نوعين ، نوع منها صريح الدلالة، ولا يحتمل إلا معنى واحد، ” الطاعة والانقياد التام ” ويعد من الثوابت التي لا يجوز الخروج فيه عن النص ، ونوع محتمل لمعان احتمالًا صحيحًا، فيسوغ فيها الخلاف ، مع سلامة المقصد ، لهذا اقول يجب علينا أن نعرف ماهو الثابت ، وما هو المتغير ، سواء كان الدين ، او السياسة !!

اضواء البيان
د. احمد التجاني محمد
استاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى