الأعمدةبريق أمل

الخرطوم بين التقنية والطمأنينة… ميلاد بعد الحرب

بريق أمل

هنادي عوض بشير

لم تكن الحرب على الخرطوم مجرد معركة عسكرية، بل زلزالًا إنسانيًا واقتصاديًا أطاح باستقرار المواطنين، وتركهم فريسة للفوضى والخوف، ومطاردين بانعدام الأمان في مدينتهم التي كانوا يحلمون فيها بعيش كريم.

لكن الخرطوم اليوم تسعى لاستعادة عافيتها، في مشهد أشبه بولادة جديدة لعاصمة أنهكتها الحرب، لكنها لم تنكسر.

في هذا السياق، وجّه مدير شرطة الخرطوم، الفريق سراج الدين منصور، بالتوسع في نشر كاميرات المراقبة الذكية بالشوارع والتقاطعات الحيوية، مؤكدًا أن التقنية الحديثة أصبحت شرطيًا صامتًا يرصد ويحمي، وأحد أهم أدوات الحد من الجريمة وردع المجرمين. جاء ذلك خلال اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية بحضور مديري الدوائر والإدارات، حيث شدد على أهمية التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتفعيل الكردونات والأطواف المشتركة التي أثبتت فعاليتها في بسط الأمن.

كما أكد منصور ضرورة الاستفادة من الإمكانيات التي وفرتها لجنة فرض وبسط هيبة الدولة، مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب جهودًا مضاعفة لإسناد القوات ميدانيًا وخدميًا، عبر دعم الجوانب الاجتماعية والمعيشية.

هذه الخطوات تأتي ضمن مشروع أوسع تقوده الحكومة الانتقالية لإعادة الأمن والسلامة إلى حياة المواطنين، بعد سنوات من المعاناة والفراغ الأمني الذي فتح الباب أمام المليشيات للعبث بأرواح الناس وممتلكاتهم.

الخرطوم الجديدة، وهي تعود إلى أهلها، لا تبحث فقط عن طرق معبدة وكهرباء مستقرة، بل تسعى قبل كل شيء إلى استعادة الطمأنينة، التي تُعد الأساس لأي نهضة حقيقية. فالأمن ليس غيابًا للجريمة فحسب، بل حضورًا للاستقرار والثقة بأن الغد سيكون أفضل.

وهكذا يمكن القول إن الحرب خطفت من الخرطوم بعض ملامحها، لكنها لم تخطف روحها. واليوم، تتشكل ملامح مدينة جديدة، تُعيد بناء نفسها على أسس أكثر صلابة، لتصبح قصة صمود وعودة للحياة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى