الأعمدةتأملات

الخير مصوبر في محل .. وكامل ادريس يجقلب في محل

تأملات 

جمال عنقرة

 

قرات تصريحا غريبا للدكتور كامل ادريس رئيس الوزراء المعين يقول فيه انه يرتب للقاء مع القوي والأحزاب السياسية للتفاكر حول توحيد الجبهة الداخلية، ولا ادري ان كان السيد ادريس لا يعلم مهامه التي من اجلها تم اختياره رئيسا لمجلس الوزراء، ام انه ضل الطريق، او انه وقع ضحية في ايدي البعض الذين يسعون لاستخدامه سلاحا ضد خصومهم ومعارضيه، وفي كل الأحوال فان السيد كامل يضع الأغلال في رجليه، ويطوي عنق حكومة الأمل بحبال تخنقها قبل ان تولد.

عندما تم إعلان الدكتور كامل ادريس رئيسا لمجلس الوزراء كنت من اوائل الذين رحبوا به واستبشروا به خيرا، وفعلت ذلك من واقع معرفة خاصة وعامة تسبق معرفة كثيرين ممن يدعون القرب من الرجل، واشرت الي أنني كنت أول من قدم كتابه (السودان ٢٠٢٠) في منبر عام للمدارسة عام ٢٠٠٤م في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان عام ٢٠٠٤م، ثم كتبت مقالا بعد ذلك حذرته فيه من الدخول في مشروع سياسي او وطني مع القوي السياسية وغير السياسية، لا سيما مرابطي البورت، فهولاء لا خير فيهم ولا كفاية شرهم، ونصحته ان يركز علي البرنامج التنفيذي لحكومة الأمل ويترك البرامج الوطنية والسياسية لمجلس السيادة، ويترك الحرب للقوات المسلحة وشركاء معركة الكرامة، وألا يشغل نفسه بما لا يعنيه، ويركز في التشاور بشأن ترشيح الوزراء مع العسكريين الذين اختاروه لهذا المنصب، ومع شركاء الحكم بموجب اتفاقية سلام جوبا، ومع أهل الخبرة والاختصاص والمعرفة الذين يرشح الوزراء من بينهم حسب تخصص كل وزارة.

ولكن يبدو انً الدكتور كامل ادريس ترك كل ذلك وراء ظهره، ودخل في دروب الأشواك والشراك، وقبل هذا كان قد وقع في شرك كبير يوم انً اجتمع مع كل من هب ودب تحت مسمي قوي سلام جوبا، وهؤلاء ما كان عليه ان يجلس معهم مطلقا، وكان عليه ان يترك الحوار معهم للمجلس العسكري الذي وقع معهم اتفاق جوبا، وينتظر منهم فقط تقديم مرشحيهم الذين تم التوافق عليهم، ولكن يبدو ان الذين اغرقوا ذاك الاجتماع ببعض الذين لم يكونوا أصلاء في سلام جوبا، ولم يكن لهم اي نصيب في الحكومات السابقة، يبدو ان الذين فعلوا ذلك أرادوا وضع متاريس في طريق شركاء جوبا الاصيلين، وما كان للدكتور كامل ادريس المعروف بالحكمة والحصافة ان يقع في هذه الشراك المعيقة،

والشباك والشبك التي يلقي بنفسه فيها بما يعتزم من لقاء مع القوي السياسية ستكون قاصمة الظهر له، ولحكومة الامل، ونرجو ان يستبين النصح قبل صحي الغد، وقبل ان يقع الفأس في الرأس.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى