مقالات

الزميل السيدح لم يترك مساحة لحروفي

كلام بفلوس

تاج السر محمد حامد

نعم من أين تأتى الكلمات والحروف تجاه تلك الكلمات التى سطرها يراع الزميل (*عبداللطيف السيدح)* لقد وجدت نفسى قزما أمام حروفه .. كتب كلمات صادقة عبر فيها عن تلك الأمسية التاريخية. .. أتت حروفه المرصعة بماء الذهب دون ريا ولا حتى مجاملة لأنها خرجت من قلب ناصع البياض لتسرى كسريان الدم فى الشرايين .. لك الله ياوطن العزة والكرامة.

 

اليوم ونقولها بالفم المليان لكل العالم هذا هو السودان بأبنائه البرره يقفون صفا وروحا واحده أمام هؤلاء المرتزقة من آل دقلو وأتباعهم المأجورين من بنى جلدتنا بائعى الضمير والأخلاق منزوعى الرحمة والإحساس .. لكن هيهات ثم هيهات لأن قواتنا المسلحة بالمرصاد لكل من يحاول العبث بمقدرات هذا الوطن العزيز فتراب الوطن مقبرة لدويلة الشر والإرهاب ودماء الشهداء ستلاحقم أينما وجدوا .. لا ولن نرحم هؤلاء الجرذان الذين يسيرون عكس التيار .. تيار القوة والقدرة على الهلاك وبإذن الله سوف يلاقو حتفهم بأيدى قواتنا المسلحة لأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل .

 

الحاقدون الحاسدون أعماهم البصر وسيطر عليهم جنون البقر بوصفهم وبكل وقاحة تلك الأمسية التاريخية فملؤا الدنيا ضجيجا فارغا وهم لا يعلمون بأن الأمسية ستظل أمسية تاريخية تتحدث عنها أجيالنا القادمة بإذن الله .. فهؤلاء الحاقدون ليسوا جديرين أصلا بالحديث عن تلك الأمسية لأنهم معصومين البصر والبصيرة وصحيحا الطيور على اشكالها تقع .. ولن أزيد بل اترككم مع حروف وكلمات الزميل السيدح علها تكون قبسا مضيئا لقلوبكم السوداء واعينكم التى لا ترى إلا بما فى أنفسكم والعياذ بالله .. تعالوا معا تستنشق عبير كلمات الزميل السيدح :-

 

إبهار في ليلة الكبار.

كلنا جيش، كلنا فاشر في حصننا الحصين بجدة

كان إيدينا فيك من المسك تتملخ، السما ينتكي وجلد النمل يسلخ.

 

لن تُنسى الأمسية، ولن تخبو أضواؤها مهما تعاقبت الأيام. فقد تحوّل مقر القنصلية السودانية العامة بجدة إلى نبض وطن، وإلى ساحة تفيض بالكرامة والوفاء، حين التأم الشمل، وهتفت الحناجر، وضجت الصالة في ليلة العزة تحت شعار يهز الوجدان

كلنا جيش، كلنا الفاشر.

 

كانت أمسية الخميس، الرابع من ديسمبر الجاري 2025م، حين اجتمع أهل الوجعة، والغيرة، والولاء، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، في نفرة قومية تهدف إلى دعم القوات المسلحة السودانية وأهل الفاشر الذين رسموا للعالم أروع ملامح الصمود،. الأسطوري، والبطولة النادرة، والفداء بيقين، في لحظة تاريخية تساوى فيها الدم بالواجب، وتعانقت فيها المحبة بالانتماء الخالص لتراب الأرض المباركة.

لقد بصرت إلى القاعة وأنا أدلف نحو بهوها فرأيتها قطعة من أرض الوطن، أسمتع لحناجر الرجال والنساء كأنها صهيلٌ خيل لا تخبو أصواتها، جيش واحد شعب واحد.كلنا فاشر .كلنا فاشر، والقلوب تحولت إلى جنود آخرى ترفد الميدان بالمحبة والإصرار.

الجيش درع الوطن وسيفه.

 

ألقى سعادة السفير كمال علي عثمان طه، القنصل العام لجمهورية السودان بجدة، كلمة حملت في كل حرفٍ منها تقديراً غير منقوص لرجال القوات المسلحة السودانية أولئك الذين يقفون اليوم في خط النار، يدافعون عن الأرض والعرض والكرامة.

عزف السفير من نوتة لحن الوطن مقاطع ، بلسان عربي مبين، وموسق مفردات العربية حتى أذعنت، وأكدت أن القوات المسلحة لم تكن يوماً سوى عمود الخيمة وحارسة البلاد في وجه الانفلات والمليشيات والخراب، فجيش الوطن تمكن من سدّ الطريق أمام جرائم ميليشيا الدعم السريع الإرهابية التي عاثت فساداً في كل شبر دنسته أرجلها المتسخة بالارتزاق، وارتكبت من الانتهاكات ما يستحي منه التاريخ أن يدونه في سجلاته.

وكان صوت القنصل، والسفير الدكتور كمال علي كان واضحاً حين قال إن مسؤولية السودانيين في الخارج لا تقل عن مسؤوليات من يتوشحون بالبنادق والرصاص في أرض المعركة فالجميع شركاء في صون السودان.

السعودية، وفاءٌ لا يُنسى

وفي حديثه، قدّم القنصل العام تحية خالصة لقيادة المملكة العربية السعودية ، حكومةً وشعباً، على مواقفها الثابتة، وعلى استضافتها لأبناء السودان وتقديمها يد العون الإنساني والطبي والإغاثي في أصعب الظروف، مؤكداً أن هذا الوفاء ليس غريباً على مملكة الإنسانية، ولا على شعبها النبيل، فالقلوب أقرب مما يظن الناس والروابط أعمق مما يدرك العالم .

في حضرة أبناء الوطن.

لم يكن الحضور عاديا فقد امتلأت القاعة بنواب القنصل، وضباط وجنود القوات المسلحة، ورؤساء الأقسام، والضيوف والملحقيات، وأعضاء لجان التسيير للجاليات المرتقب قيامها بالمنطقة الغربية.

وما إن فُتح باب المساهمات حتى تسابقت الأيادي قبل الكلمات

الجمعيات والشركات والمدارس والأفراد والأسر والمبادرات الشبابية.

وكأن كل واحد من هؤلاء النجباء يقول لإخوانه بالقوات المسلحة، أنا لكم، دمي وماء عيوني، وكلي وبعضي وكأن كل واحد منهم يخاطب أهل الفاشر، لا تظنوا أنكم وحدكم فنحن معكم حيث أنتم.

 

الفاشر جرح الوطن وراية الصمود.

 

لم تمض أي دقيقة في ليلتها دون أن يُذكر اسمها إنها الحبيبة الفاشر.

فالمدينة التي أراد لها مغول القرن الواحد والعشرين أن تنحني رفضت.

والمدينة التي نهبها أوغاد صحارى أفريقيا لم تركع.

والأهل الذين تركوا الديار والأموال لم يتركوا الكبرياء ولا الإيمان، موقنين بأن الغد لهم، فلأهلها سلامٌ يتجاوز الكلمات، وتحية تعانق السموات، لأنكم أصبحتم الحدّ الفاصل بين السودان والعدم، وشرحتم الناس معنى كلمة (صمود) على أصولها.

لقد كان حضور ليلة الفاشر في جدة أقوى من حضورها في الجغرافيا.

كانت في العيون، وفي الدموع، وفي الدعوات وفي الأصوات التي هتفت للجيش والمشتركة والبرائين والدراعة، والمستنفرين

أنتم يا رجال الجنوب والشمال والغرب والشرق درعنا الأخير من بعد الله سبحانه وتعالى ضد الحملة الصليبية العلمانية.

كلمات أمام الوطن

تناوب على المنصة كل من الحاج موسى خميس رئيس اللجنة القومية لنفرة القوات المسلحة والفاشر.

الفاضل الشاذلي رئيس لجنة تسيير الجالية المرتقبة بجدة.

البروفيسور أحمد الطيب ممثل الجاليات بالمنطقة الغربية.

وكان القاسم المشترك بين كلماتهم هو الإيمان بأن السودان سينهض،وأن الجيش سينتصر، وأن الفاشر ستعود، مهما طال الليل.

وكانت كلماتهم بمثابة بيان وجداني

فالكرامة لا تُشترى، والوطن لا يُساوَم عليه، والجيش هو قلب السودان الذي لا يتوقف عن الخفقان.

 

أطفال المدارس الغناء علماً للبلاد

ما أجمل أن ترى أطفال المدارس يعتلون المسرح، يرددون الأغاني الوطنية، ويرفعون العلم بأيدٍ صغيرة وقلوب كبيرة كانت لوحاتهم الفنية درساً في الانتماء، وكأنهم يقولون

نحن جيل ما بعد الحرب نحن الذين سنعيد البناء.

نحن الذين سيكبر في صدورنا وطنٌ كامل غير منقوص.

ختام يليق بالوطن

انتهت الليلة لكن أثرها لم ولن ينته. لأنها ليلة تدشين النفرة ، فقد أثبت السودانيون في مرة أخرى أنهم السند، وأنهم يقفون صفاً واحداً خلف الجيش والمشتركة والبرائين والدراعة والمستنفرين، وأن حبهم للفاشر ليس موسماً أو مناسبة،

 

بل عهدنا معاك يافاشر السلطان.

 

كنداب حربة ما بتتشلخ

وصرة عين جبل ملوية ما بتتفلخ.

كان إيدينا فيك من المسك تتملخ.

السما ينتكي وجلد النمل يسلخ.

 

كانت ليلة إبهار لكن الإبهار الأكبر كان هو وحدة السودانيين، ذاك المشهد الذي يجعلنا نؤمن بأن الوطن مهما تعثر لا يسقط .

 

انتهى حديث الزميل والمملوء بالعلم والثقافة والحنكة والدراية .. وبعده الإيمان والصدق بما سطره يراعه الميمون أرفع لك القبعات دون ريا ولا مجاملة .. وحفظكم الله ورعاكم .. وكفى .

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى