مقالات

الفاشر.. هل تسقط؟؟

حديث الكرامة

الطيب قسم السيد

 

*سألني أحدهم وهو صديق حميم، سؤالا كان قاسيا على النفس والوجدان،،وقد صيغ في جملة مشفقة،، نقلت مخاوف رفيق درب انا موقن بوطنيته،،مسلم بقوميته ،،مدرك لغيرته المطلقة على وطنه وشعبه وقيمه وموروثه..ولأن السؤال كان نصا مكتوبا، ولم يكن عبارة مباشرة منطوقة،،بلسان ينقل إرهاصات قلب مرهف، وعقل مثقل بالابتلاء العظيم،،منحتني هيئته النصية التي طرح بها من قبل رفيق درب وزميل مهنة لم ينقطع تواصله الحميم معي،من اول ساعة للحرب وانا واسرتي الصغيرة،، نغادر مكرهين دارنا بمدينة الحلفاية جنوب جسرها،،تلكم المنطقة التي تحولت إلى ساحة معارك ضارية يومية في أيام الحرب الاولى.

فغادرنا مكرهين تحت قعقعة السلاح، وازيز الطائرات،في موجة نزوح مركبة،تتالت فصولها وتنوعت إتجاهتها، في أرض الوطن الواسعة ابان الحرب،طوال سنتيها ونيفهما.

استثمرت بدوري، المهلة التي منحتني لها طريقة القاء السؤال علي مكتوبا..ما سمح لي بشئ من (الجرجرة) فاخترت اخا غاليا من الزملاء، جمعتني به ميادين المهنة سواء كان ذلك في موقعه في شمال دارفور مسؤولا عن إعلامها،،او في مواقع ومنابر اخرى..وفي خاطري آخر، زميله وزميلنا في إعلام جنوب دارفور..ولكن اتجاهي تبلور،في أن يكون مقصدي الأول،، الاعلامي المعروف لأهل الفاشر ودارفور وكل من وطئت قدماه فاشر السلطان،من زملاء المهنة في العاصمة واقاليم البلاد الأخرى.

وقبل أن افاتح استاذنا أسد مصطفى نازعتني مأساة زميلنا الاعلامي المبادر،،(عصام جراد) باعلام الفاشر،،الذي إقتادته المليشيا الفاجرة من داره ،، إلى مكان مجهول منذ ما زاد عن الشهرين-فك الله أسره واعاده الى بيته واسرته واهله وسربه الذي يغرد معه-.

هممت بطرح السؤال العصيب القاسي، لخياري واختياري للإجابة الاستاذ (أسد مصطفى) مدير إعلام شمال دارفور الذي ظل مرابطا في منطقة (ما) من الفاشر الصامدة العصية..ينقل لي ولآخرين، المسامع والمشاهد الحية والمقاطع المصورة،التي تحكي فجور، وظلم وانتهاكات المليشيا الغجرية وتجاوزاتها بحق المدينة وأهلها منشأتها ومساجدها مشافيها،، وبنياته، حصارها ودمارها.

طرحت عليه السؤال القاسي العصيب،بعد كل هذا المد من حديثنا على متن العزة و الكرامة، وتركت له المساحة للرد الذي انقله لكم كما ورد بخط يده..فقلت له استاذنا أسد،،برأيك وانت المرابط في المدينة العصية الأبية الصامدة،تتجول ما أتيح لك في جوفها و تتحرك في محيطها،،هل ستسقط الفاشر؟؟.

فكانت إجابته:- ( الفاشر اخي،،سمت وشمخت،، وارتقت مجدا وعزا.. وخلدت فينا واهلنا، وتاريخنا،، مجدا ونبلا،، لم يعتريها يوما تراخي.. ولم يدر بخلد حماتها واهلها قنوط او فتور او ضمور ..الفاشر ام الرجال لن تسقط..ولن يغمض لحماتها من رجال الجيش ومناصريهم جفن،أو يثنينهم حصار.. لن تنهكهم جراح،، او تنال منهم سقام.. وقد تهاوت في رباها وهلكت في مداها امام زحفهم،،قطعان اللئام.).

وللحق كان في خاطري رفيق درب اخر عزيز..كنت أو كدت القي عليه ذات السؤال وهو ممن تفرقت بهم السبل،بفعل الحرب..وغادر مدينته الغالية، (نيالا) التي أعلم مدى حبه وولعه وتعلقه بها.. لكنه آثر الصمت..وما اوقع،بوح الصمت، وما ادل،معانيه حين يؤثره الكرام.

وبدوري اقول ايها الكرام،،:- لأخوي الكريمين.. الفارس الأسمر من فاشر السلطان..والبارع الأشهر من نيالا البحير ولكم ولاهل السودان، وأخص منابر العملاء وأراذل الجرزان :- الفاشر ياسادتي لن تسقط،، والنبض الجاهر لن يخفت ..والعزم القاهر لن يصمت،والزحف الكاسر،، سيبهجنا، واللحن السامر،، سيطربنا..والحق العدل ،، سينصرنا،، فالفاشر صارت،عنوان معزتنا،،لن تسقط. لن تسقط..والنصر الباهر،، مسك ختام مسيرتنا..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى