
اللاعنف طريقنا للسلام في السودان
شئ للوطن
صلاح غريبة
Ghariba2013@gmail.com
في ظل الاحتفال باليوم العالمي للاعنف، تتجدد آمالنا في بناء عالم خالٍ من الصراعات والعنف، عالم يعم فيه السلام والأمان. وفي السودان، حيث تتأجج الأزمات وتتعمق الجراح، يبرز سؤال ملح: كيف يمكننا تجنب حالة العنف التي تعيشها البلاد؟
إن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى نبذ العنف والعمل من أجل السلام تأتي في وقت حرج، حيث يشهد العالم أجمع صراعات دامية، وأبرزها ما يعيشه السودان. ففي بلدنا الحبيب، تتعدد أسباب العنف وتتداخل، بدءًا من الصراعات السياسية وصولًا إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
إن بناء السلام في السودان مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل فرد منا. علينا أن نستلهم من فلسفة المهاتما غاندي ونؤمن بأن اللاعنف هو أقوى سلاح يمكن أن نستخدمه. علينا أن نعمل معًا، مجتمع مدني وحكومة وشبابًا ونساءً، لبناء مجتمع قائم على الاحترام المتبادل والتسامح والعدالة.
للمجتمع المدني دور محوري في بناء السلام، فهو الصوت المعبر عن هموم المواطنين وآمالهم. يجب أن يعمل المجتمع المدني على تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع، وعلى نشر ثقافة السلام والتسامح. كما يجب عليه أن يساهم في بناء المؤسسات الديمقراطية القادرة على إدارة الصراعات وحل الخلافات بالطرق السلمية.
الشباب هم عماد المستقبل، وهم قوة دافعة للتغيير. يجب أن يتمكين الشباب من المشاركة الفعالة في عملية بناء السلام، وأن يتم إشراكهم في صناعة القرار. يمكن للشباب أن يلعبوا دورًا حاسمًا في نشر رسائل السلام والتسامح عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات.
للمرأة دور حيوي في بناء السلام، فهي ضحية للعنف في كثير من الأحيان، وهي أيضًا صانعة للسلام. يجب أن يتم تمكين المرأة اقتصاديًا وسياسياً، وأن يتم ضمان مشاركتها الكاملة في جميع جوانب الحياة العامة. يمكن للمرأة أن تساهم في بناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة، حيث يتمتع الجميع بحقوقهم كاملة.
للمؤسسات الدينية دور كبير في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي. يجب أن تعمل المؤسسات الدينية على تعزيز الوحدة الوطنية، وعلى نبذ خطاب الكراهية والتحريض على العنف. يمكن للمؤسسات الدينية أن تلعب دورًا هامًا في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات المجتمعية.
إن بناء السلام في السودان هو عملية طويلة وشاقة تتطلب تضافر الجهود من الجميع. علينا أن نعمل معًا لبناء مجتمع يرتكز على القيم الإنسانية النبيلة، مجتمع يعيش فيه الجميع في سلام ووئام. علينا أن نستلهم من تجارب الشعوب الأخرى التي نجحت في بناء السلام، وأن نستفيد من الدروس المستفادة.
دعونا نجعل من السودان نموذجًا يحتذى به في بناء السلام، دعونا نجعل من اللاعنف سمة من سمات مجتمعنا، دعونا نبني سوياً مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة.