الأعمدة

المؤسسات الصحية

ضل الضحي

بقلم/حسن عبدالفتاح الركابي

((المستشفيات)) لابد من مقدمة وخلفية تاريخية من اجل كتابة سلسلة عن المستشفيات بكل اشكالها اذن للمستشفيات في عصرنا الحاضر أهمية بالغة في حياة البشر، النسبة الغالبة من مواطني العصر يولدون (بالمستشفيات أو يموتون
فيها) كما أن قسطا هاما من
حياة هؤلاء يقضي داخل هذه
المؤسسات الصحية كمرضي راقدين فيها أو مرتادين لها بين الحين والأخر عبر سنوات حياتهم.
فبالرغم من أن المستشفيات العصرية طابعها المميز لها سواء عمرانها أو في تقنياتها أو في مؤهلات الأطباء والفنيين و العاملين فيها، فأن لها تاريخ عريق يمتد لحضارة وادي الرافدين ووادي النيل حين كانت المعابد الدينية تستقبل المرضي والجرحي ممن تتم معالجتهم بالعقاقير والأعشاب أو تجري لهم عمليات الكسور وتمضيد الجروح والحروق.
ومع ظهور الاسلام أعطيت للطهارة والنظافة والوقاية من
الأمراض أهمية بالغة، فقد حث الاسلام علي حجز المجذومين وعزلهم لكي لا يختلطوا بالأصحاء مما دفع الخليفة الوليد بن عبدالملك لانشاء أول مستشفي اسلامي لعزل المجذومين وتطبيب المرضي في مدينة دمشق عام ٧٠٦م ثم اولي العباسيون اهتماما كبيرا بالمستشفيات التي سميت انذاك(( البيمار ستانات)). وهي لفظة فارسية من مقطعين: بيمار وتعني المريض أو العليل وستان تعني المكان أوالدار المستشفي انذاك يعني دار المرضي.
وقد تعددت المستشفيات ووسائلها وتخصص بعضها في
مداواة المقاتلين والسجناء وبعضها في مداواة الخلفاء والولاة والأمراء، وظهرت المستشفيات المتنقلة والجوالة لتدور حول المناطق النائية وخاصة عند انتشار الأوبئة. وصارت لمهنة الطب عند المسلمين والعرب قواعد
وضوابط واجازات تمنح بعد
تقديم الامتحانات وانجازات مشاهير العرب والمسلمين في التراث الطبي تعترف بها المحافل الدولية ولا تزال مخطوطاتهم تعد مرجعا في تدريس تاريخ الطب وتراثه في العديد من الجامعات الاوروبية والأمريكية، هذه مقدمة لنخوض في تفاصيل عبر مقالات راتبة في المستسفي المتخصص وانواع المستشفيات والوظائف الأساسية للمستشفيات وكذلك
الأطر التنظيمية للمستشفيات
والاقسام التنفيذية والخدمية
وغيرها.
تابعونا نواصل………

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى