مقالات

الوزير كرتكيلا( إياك ثم إياك من القص واللزق)!!

وقل اعملوا

د/ عبدالله جماع

 

نحن في عصر تطور وتقدم ( الحياة الذكية) والذكاء الاصطناعي، اذ لا مجال فيها الي العودة الي الوراء لزمن امتهان التجارب الادارية القديمة المتخلفة والقائمة علي تجارب( الصواب والخطأ) . فكل عمل يراد تنفيذه الان يعتمد اولا واخيرا علي قواعد ثابتة، تجنبا الي ( العشوائية) والسير علي المجهول المفضي الي الفشل والانحراف عن الاداء الفعال مع اهدار الزمن وضياع المال العام في ما لا طائل منه. اما القواعد الصارمة و الكابحة لجماح الوقوع في تجربة( الصواب والخطأ) تتمثل في الاتي:

1/ من يؤدي ماذا..

2/ ومتي…

3/ وكيف..

4/ ولماذا؟

5/ واين…

فألي هنا قد انتهي عصر ( عشوائيات الاداء ( وخرمجة) محدودي القدرات والامكانيات ومعدومي الابداع والتفكير خارج الصندوق. وعندئذ غير مسموح لاي كائن من كان يحتل وظيفة عامة بان يتصرف بمفرده وبمزاجه، خارج هذه الاطر التي رسمها (اساطين الادارة) حفاظا علي الوقت والمال العام واضاعة لفرص التقدم وحسن الاداء . بيد انه بعد كل هذا النظام الاداري الدقيق وقواعده الصارمة التي لا تتيح لاي كسول او متهاون في الاداء العام بأن يخضع ادائه الي ( تجريب المجرب) . لانه وقتها سيكون مثل هذا التصرف هو الانتحار بعينه والاستهتار بشأن البلاد والعباد . و تجاوزا كليا ( لقاعدة من يجرب المجرب فهو خِبل) . وها نحن الان بين اتباع وتطبيق اسس النجاح انفة الذكر لسلامة الشأن والمال العام والصلاح ، وبين النكوث والعودة للوراء بتجريب المجرب او قل تجربة( الصواب والخطأ) التي عفي عنها الزمن وتجاوزها التاريخ. وبناءًًا علي كل ما اوردناه اليكم هذا (الهرج والمرج) في الاداء الحكومي لوزارة الحكم الاتحادي والتنمية الريفية. اذ جاء في الاخبار مايلي: انطلقت بولاية القضارف ورشة عمل لمناقشة( مشروع قانون الادارة الاهلية بمشاركة واسعة من الجهات ذات الصلة تحت اشراف وزير الحكم الاتحادي والتنمية الريفية المهندس محمد كرتكيلا حول الاطار القانوني للادارة الاهلية، بما يعزز التماسك الاجتماعي ويدعم دور الادارة الاهلية في التنمية والاستقرار) اه…و الشعب السوداني يخوض حرب الكرامة فأن ما لحق به واصابه من ضرر وويلات وعذابات وخيانة الادارة الا هلية لا يوصف ولن تنحصر ارقامه. ابعد هذا كله تنعقد ورشة للاطار القانوني بما يعزز (كمان) التماسك الاجتماعي ويدعم الادارة الاهلية في التنمية والاستقرار؟ وبمشاركة واسعة( برضو) من الجهات ذات الصلة. ماهي هذه الجهات ذات الصلة؟ واين كانت هذه الجهات وهي تسمع وتري قيادات الادارة الاهلية وهم يقودون حملات الاستنفار دعما لمليشيا ال دقلو لسحل وقتل وتشريد واغتصاب وشفشفة الشعب السوداني. ثم بعد ذلك( ينبري) لنا الوزير كرتكيلا مع جهاته ذات (الاختصاص) هذه لينفخوا في هذا الكيان الهلامي الفاسد الخائن العميل( الادارة الاهلية) . وبكل جرأة وقوة عين ليكون هو معزِزِا للتماسك الاجتماعي ايضا ، الذي دمره هو بنفسه. فهذا مجرد نفخ في روح هامدة بائسة، لما يسمي بالادارة الاهلية.. ووالله يا اخ كرتكيلا ومن معك من مختصين كما سميتموهم، او مهما تدثر مؤتمرك او ورشتك هذه، تحت ستار(مختصين) لن تقوم للادارة الاهلية قائمة بعد الان، ابدا ابدا، حيث هي وتقدم وتاسيس سيان بالقانون و بالاعراف وبمنطق الاشياء وبما صنعته ايديهم الاثمة. وعليه فان لن يقبل شعب السودان بتقدم وتأسيس بين ظهرانيه، فاني له بقبول الادارة الاهلية بينه؟ فكل الذي تقوم به يا سعادة الوزير لا يعدو ان يكون سوي ( قص ولزق) وتجريب للمجرب حتي ولو بواسطة ما تم تسميتهم ب( ذات صله). فلا الزمان زمانهم ولا الجيل جيلهم ( ولا حتي الهيكل الاداري يستوعبهم) . فكن ياسعادة الوزير ابن اليوم ولا تحبس نفسك في ماض قد ولي . فلن تنفع مصطلحات ذات اختصاص واطار قانوني وتماسك مجتمعي تلك. حتي تجعل لك من الادارة الاهلية عجلا له خوار. وكان الاجدي والانفع للشعب السوداني ان يكون العنوان والشعار لهذه الورشة هو ( هل الادارة الاهلية الان ظلت جزءاً من المجتمع السوداني و ذات صلة ومصلحة للوطن)؟ وبالمناسبة سبقك علي هذا المسير و لنفس هذا الغرض منذ عام 2013 لجنة عليا برئاسة الامير عبدالرحمن الصادق المهدي لتطوير الخدمة المدنية بتطوير الادارة الاهلية. فلم يتطورا الاثنان معا لنفس الخطا في العنوان والمضمون. ( فلن يجرب المجرب الا خِبل فارجو الا تكون كذلك). اما الادارة الاهلية فان اوانها قد فات وغناييها قد مات. ( لن يفيدها القص واللزق). مهما كان وكان!!

0912164905

Jamma1900@hotmail.com

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى