مقالات

بدأت تنفيذ ضربة النهاية

 

‏بقلم:مكاوي الملك

المعادلة تنقلب بالكامل: السودان في قلب صراع القوى العظمى … والقرار الآن بيد واشنطن والرياض

والتسريب الذي أرادته الإمارات “خنجراً ضد الجيش” انقلب عليها وأجبر واشنطن والرياض على التحرك

بعد التقارير الاستخباراتية الأخيرة — وخلال أيام وأسابيع قليلة فقط — تغيّر المشهد الاستراتيجي حول السودان من لعبة “تفويضات مبهمة” إلى مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو..وبين مشروع سعودي لإغلاق الحرب واستقرار السودان ومشروع فوضي إماراتي لتمديدها بأي ثمن لتحقيق اي مكاسب

تصريح وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو اليوم بأن ترامب يتولى ملف السودان بنفسه ولا يرسل مندوبين — ثم بعدها تعليق الدبلوماسي الأمريكي هدسون على تصريح روبيو : بأن تحركات بولس في أبوظبي ربما كانت بلا تفويض — كان أول إشارة صريحة بأن:

•اللعبة تغيّرت…

•الصفقات الجانبية انكشفت…

•القرار أصبح في يد القيادة الأميركية مباشرة

 

هذا التحول ضرب ارتكاز الإمارات في مقتل 👊لأنها كانت تراهن على “منظومة التفويضات” و”وسطاء الظل” وحملات العلاقات العامة لإعادة تدوير المليشيا عبر طرق تجارية قذرة وتفاهمات مع وكلاء..بعيداً عن الرادار الأميركي-السعودي

 

🟥 لماذا ظهر فجأة ملف “القاعدة الروسية” الآن؟

في الوقت الذي انتظرت فيه الرياض — بعد صفقاتها الضخمة مع ترامب — تحركاً أميركياً أكثر صلابة ضد تمويل الإمارات للمليشيا ..انفجرت الصحف الأميركية بتقارير عن عرض سوداني لروسيا يتعلق بقاعدة بحرية على البحر الأحمر

هنا النقطة الأهم التي لن تفهمها الصحف — لكنها أساس المشهد:

•التسريب كان “لعبة إماراتية” 100%…

•لكن المفاجأة أنه انقلب لصالح السودان وأجبر واشنطن على التحرك بسرعة أكبر ضد أبوظبي لتنفيذ مطالب ولي العهد السعودي وللتضييق على روسيا

 

لماذا الإمارات سرّبت الآن؟ لأنها:

1. تواجه أسوأ موقف دولي منذ تأسيسها بسبب الإبادة في دارفور

2. تخسر نفوذها أمام التحرك السعودي–الأميركي المباشر

3. تخشى أن ينجح بن سلمان وترامب في فرض صفقة توقف الحرب وتكسر المليشيا نهائياً

 

دفعت أبوظبي الإعلام الأميركي لترويج “القاعدة الروسية” بهدف:

• تصوير الجيش كحليف لروسيا وإيران

• تخويف واشنطن وإجبارها على دعمها

 

لكن المفاجأة؟

• التسريب أشعل ضوءاً أحمر داخل واشنطن..فدفعها للتحرك ضد الإمارات نفسها وليس ضد السودان

• السودان أرسل رسالة واضحة لواشنطن: إذا استمر التراخي الأميركي في الضغط على الإمارات..لدينا خيارات أخرى

• موسكو التقطت اللحظة فوراً لأن القاعدة على البحر الأحمر حلم روسي مؤجل منذ 2019

• التسريب خلق ضغطاً فورياً على إدارة ترامب التي لا تريد ظهور روسيا على أهم ممر حيوي..ولا تريد منح موسكو نقطة ارتكاز استراتيجية

 

🟥 لماذا قد يلوّح السودان بورقة روسيا الآن؟

 

ليس للابتعاد عن الولايات المتحدة..بل للضغط على واشنطن لتغيير سياستها الفاشلة التي ساوت الجيش بالمليشيا وتجاهلت السلاح الإماراتي المتواصل للمليشيا

 

السودان يرسل رسالة واضحة: إن تراخيتم… نحن نملك خيارات أخرى

التقارير أكدت أن الاتفاق — لو تم — يمنح روسيا:

• 300 جندي

• 4 سفن حربية (منها نووية)

• امتيازات في التعدين والذهب

 

وهذا بالضبط ما يشعل واشنطن ويوقظ الرياض ويرعب ويجبر مصر لزيادة دعم الجيش للحسم..لأن أي وجود روسي دائم على البحر الأحمر يعني:

1. تهديد مصالح قناة السويس

2. تهديد النفوذ السعودي في البحر الأحمر

3. إعادة توزيع قواعد الاشتباك في المنطقة الحيوية للملاحة العالمية

 

🟥 زيارة سيرغي شويغو لمصر: رسالة استراتيجية

 

قبل أسابيع نشرنا لكم هنا عن زيارة السكرتير العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو لمصر..وكانت زيارة “رسالة طمأنة” قبل أي تفاهم مع السودان..موسكو أرادت أن تقول للسيسي:

• وجودنا ليس ضد مصر

• نحتاج موانئ وإعادة تموضع

• لن نتحرك بدون تطمينات سياسية

 

لكن مصر استقبلت الرسالة بتحفّظ شديد..لأن:

• القاعدة الروسية ستكون على مرمى باب قناة السويس

• وجود روسيا + إيران في مسرح واحد جنوب مصر يعني إعادة توزيع كامل لقواعد الاشتباك في المنطقة

 

لذلك الخيار الوحيد لمصر الآن هو تكثيف الدعم العسكري والاستخباراتي للجيش السوداني للقضاء على المليشيا والابتعاد عن الإغراءات الإماراتية

 

🟥 لماذا قد يلجأ السودان لروسيا الآن؟

• الوساطة الأميركية بطيئة وساوت بين الجيش والمليشيا ..وتجاهلت دعم الإمارات المستمر بإمدادات السلاح والمرتزقة

• الحرب أصبحت حرب استنزاف طويلة:

• تركيا تضخ أسلحة

• مصر تضخ دعماً

• قطر ترسل مساعدات

• السعودية تدعم الشرعية

 

لكن الحقيقة الجيش يريد حسم الحرب سريعاً لا إطالتها..وهنا تعرض روسيا ما يريده الجيش بالضبط:

• مقاتلات : Su-30 / Su-35 بأنظمة تخفي متطورة L265m1 “خيبيني-إل” (Khibiny-L)

• أسلحة متطورة ودفاع جوي حديث

• وقف دعم فاغنر للمليشيا عبر ليبيا وأفريقيا الوسطى

• تحييد الإمارات عبر سحب الذراع الروسية غير الرسمية من خدمة حميدتي في دول الجوار الأفريقي

 

🟥 ماذا سيحدث لو قبلت موسكو؟

• انقلاب ميزان الحرب خلال أسابيع:

• انسحاب فاغنر من خدمة المليشيا عبر قواعدها في ليبيا وأفريقيا الوسطى

• وصول مقاتلات روسية بنظام حماية جوي إلكتروني متطور يحمي الطائرات من صواريخ أرض-جو وبحر-جو وجو-جو.. لتدمير المنطومات ومواقع المليشيا في دارفور وكردفان بسرعة

• دعم لوجستي طويل الأمد بأقل التكاليف

• انهيار خطوط التسلح والإمداد القادمة من تشاد وليبيا ودول الجوار

• تحوّل الحرب من متكافئة إلى حرب محسومة للجيش

 

لهذا تتحرك الإمارات الآن كمن فقدت السيطرة بحثاً لخيارات أخرى للتعويض وضرب السعودية :

• بناء نفوذ في حضرموت لمنع الرياض من مشروعها النفطي

• محاولة تطويق الساحل الغربي اليمني

• دعم المليشيا بطرق مستميتة (ربط وسفلتة طرق برية بين دارفور وأفريقيا الوسطى وتشاد ..ودفع مليارات لهذه الدولتين)

• اللعب في إريتريا وشرق السودان عبر اثيوبيا

• الاستعداد لخيار “الهلال الإماراتي” الممتد من سقطرى إلى بوصاصو إلى حنيش إلى عصب وصولاً لبورتسودان

 

لكن كل هذا يسقط في اللحظة التي يتغير فيها موقف: واشنطن + الرياض + القاهرة + الخرطوم

 

🟥 لماذا أصبح السودان الحلقة الحاسمة؟

• سقوط السودان في يد المليشيا يعني:

• اكتمال الهلال الإماراتي

• محاصرة السعودية من الجنوب

• محاصرة مصر من الجنوب الشرقي

• تطويق أمن البحر الأحمر بالكامل

• فتح الساحل أمام قواعد إسرائيلية-أماراتية-إثيوبية

• تغيير التوازن الجيوسياسي للمنطقة لربع قرن قادم

• انتصار الجيش السوداني يعني:

• سقوط مشروع أبوظبي في القرن الإفريقي

• تراجع نفوذها في اليمن والصومال وإثيوبيا

• فشل خطة السيطرة على خطوط الممرات البحرية

• انهيار “الحزام الأمني” الإماراتي حول البحر الأحمر

 

لذلك تقاتل الإمارات الآن بجنون..ولأجل ذلك تتحرك السعودية وواشنطن مباشرة

 

🟥 لماذا التوقيت مهم جداً؟

• السودان يحقق مكاسب ضخمة:

• تقدم الجيش في محاور استراتيجية كردفان

• انهيار المليشيا دولياً

• اعتراف الإعلام الغربي بوصف “الإبادة”

• بداية ضغط فعلي من ترامب وروبيو

• دخول السعودية بثقل غير مسبوق

 

وفي قمة هذا الزخم..فجأت الإمارات الساحة بالتسريب..لكن مرة أخرى..انقلب السحر على الساحر لانها تتخبط وتتحرك بجنون :

• واشنطن سارعت لإعادة تقييم الملف كله

• بدأت تتعامل مباشرة مع الرياض والخرطوم لإغلاق باب التمدد الروسي..ومعه إغلاق باب النفوذ الإماراتي

 

🟥 الخلاصة:

• المرحلة تغيرت… والقرارات لم تعد في أيدي الوسطاء

• واشنطن بدأت تدخل مباشرة بقوة بعد فشل كل القنوات السابقة

• الرياض تُمسك بزمام الملف وتعيد صياغة الأولويات الأميركية

• السودان يلوّح بورقة روسيا بذكاء للضغط وقطع إمدادات الإمارات..وليس للابتعاد عن الحلف

• موسكو تريد موطئ قدم لكنها تدرك تعقيدات مصر والسعودية

• الإمارات تتحرك بانفعال لأنها ترى أن مشروعها في المنطقة ينهار

 

النتيجة:

نحن أمام أكبر إعادة توزيع نفوذ في البحر الأحمر منذ عقود… والجيش السوداني في قلب المعادلة الدولية..لا على هامشها

 

ملحوظة :حسب متابعتنا الدقيقة اعتقد كل هذه التحركات شرقا وغربا بتنسيق سري بين البرهان وولي العهد السعودي

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى