تظاهرة الغاضبون في الميزان
بقلم : علي يوسف تبيدي
تظاهرة الغاضبون الصاخبة كان مسرحها امدرمان وبعض المدن الاخري وأبطالها الشباب والصبية والكنداكات وهؤلاء هم جماعة المتاريس وسد الطرقات وحرق اطارات السيارات والتعارك مع الشرطة والقوات النظامية ،حيث كانوا أقرب إلى قوي الحرية والتغيير في المرحلة الأولى لذهاب الانقاذ لكن سرعان ما أدار هولاء ظهورهم للقحاتة في خطوة مفاجئة بيد أنهم وصفوا جماعة الحرية بالخيانة وعشق السلطة والتخلي عن مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.
موكب الغاضبون الاخير صار حديث المجالس الشعبية والمنتديات العامة والميديا بين المدح والذم وأصبح تحركهم الذي ملأ الشوارع والطرقات في معمل الفحص الدقيق والقراءة المتانيه من خلال محاولة جادة تسعى الي معرفة إمكانية سبر أغوار هذا التحرك الذي خلط الحابل بالنابل.
وفي هذا السياق كانت الإشارات تتحدث عن ماهية موقف الحكومة حول هذه التظاهرة الصاخبة ؟!.
وهل هذا العمل تم بموافقة السلطات ورعايتها.. ام هو محاولة خاطفة لايعرف مساراتها والي أين تتجه؟!.
لاشك أن ابتعاد الغاضبون عن القحاتة يمثل خطوة إيجابية يجب أن تستثمر في الجانب الحكومي وأنها كسب مجاني سيما وأن القاموس السياسي يؤمن بتغيير المحطات والمواقع تمشيا مع نظرية البراغماتية إلتى تلعب علي وتر المصالح وأمامنا التآخي بين الذئب والحمل الذي أذهل الكثيرين في هذا العصر.
هنالك ملاحظة أن فتية الغاضبون طالبوا باحياء عملية السلام والديمقراطية وانهاء الحرب فهي ذات الشعارات التي تنادي بها الحكومة.
أيضا هنالك بعض المجموعات في التظاهرة خرجت عن اللياقة والمسار المنضبط الشئ الذي يستوجب التحوط في المستقبل اذا حاولت السلطات التصديق للمواكب وتحركات الشارع فالخوف هنا من مسمار جحا الذي يكون في باطن هذه التظاهرات.
اخيرا تجربة هذه التحركات الشبابية تستحق النظر الذي يتسم بالحكمة وبعد النظر من خلال الميزان الذي يستوعب الشق الإيجابي درءا للخطوب والبلايا!!.