تأملات
جمال عنقرة
حركات الكفاح المسلح .. وخيانة بعض أولياء وأدعياء الحكم
لم أكن أتوقع أن يعيد السودانيون تجربة خيانة شراكة الحكم بعد أن دفعنا ثمن ذلك فصل الجنوب في أسوأ تجربة شراكة حكم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بعد توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام في التاسع من يناير عام ٢٠٠٥م، إلا أن ما نعايشه الآن في شراكة الحكم بين المجموعة الغالبة وبين حركات الكفاح المسلح يعتبر أسوأ مما كان بعد نيفاشا بكثير.
فلو أن طعن أي شريك من الخلف يعتبر خيانة، فماذا نقول عن طعن شركاء معركة وجودية من الخلف بسهام مسمومة!
فما يفعله بعض أدعياء وأولياء الحكم في السودان في حركات الكفاح المسلح، شركاء معركة الكرامة في الصفوف الأمامية هذا أدني ما يمكن أن يوصف ، وهو في الحقيقة أفظع من ذلك بكثير’ ولئن كان مثل هذا الطعن من الخلف لحركات الكفاح المسلح من بعض أولياء وأدعياء الحكم يمكن أن نجد له ما يبرره من قصر نظر، ومن أطماع في الحكم، أو استماع لأقوال بعض أهل المدينة الذين مردوا علي الكذب والخداع، قبل حرب أبريل ٢٠٢٣م فلن نجد له مبررا بعد معركة الكرامة التي ميزت الخبيث من الطيب، واكدت أن شركاء الحكم من حركات الكفاح المسلح هم أطيب الطيبين، ولو قبلنا ما يوجه للاسلاميين من طعون ظاهرة وخفية، واعتبرنا ذلك من باب التقية، أو لضعف أمام القوي الخارجية الطاغية الباغية، أو لدفع الإتهام بالفلولية، فلن نجد لذلك مبررا ضد حركات الكفاح المسلح، ففضلا عن كسب الحركات المشتركة في القتال في معركة الكرامة في كل الجبهات، فإنهم وحدهم بين كل ادعياء وأولياء الحكم الذين لا يمكن وصفهم بالفلول، ويتحدون في ذلك كل المكونات السياسية وغير السياسية، وكل القيادات المدنية والعسكرية، فهؤلاء من فاته منهم جميعا نعيم الإنقاذ المباشر “اتمرمغ” في ترابها.
والمعلومات التي يسربها بعض أولياء وأدعياء الحكم عن حركات الكفاح المسلح لبعض المنصات الإلكترونية الصفراء عبر بعض منافذهم وربائبهم عار عليهم وفضيحة، قبل أن تكون كذلك بالنسبة للحركات الوطنية الشريفة الكريمة،
ولا ادري لمصلحة من يفعلون ذلك، ومن هو الاحق بالحكم، الذي قاتل ولا يزال يقاتل بشرف دفاعا عن الكرامة والعرض والأرض والمال والنفس، أم مناضلي الفنادق، ومقاتلي بيانات التأييد والتعضيد، ومناصري القوات المسلحة بالصور التذكارية.
إن صمت قيادات الدولة علي حملات التخذيل والتخوين لشركاء معركة الكرامة من حركات الكفاح المسلح يعتبر مشاركة في هذه المعركة غير الشريفة، ونربأ بقادة يحملون شرف الوطن أن يكونوا شركاء في مثل هذا العمل الذي يربأ قلمنا بكتابة الوصف الذي يليق به.
