
تأملات
جمال عنقرة
تتداول مجالس المدن هذه الايام احاديث حول أسباب تاخر عودة السفير دفع الله الحاج من مقر عمله السابق في العاصمة السعودية الرياض سفيرا للسودان الي العاصمة الإدارية بورتسوزان لمباشرة تكليفه الجديد رئيسا لمجلس الوزراء خلفا للرئيس المكلف السابق السيد عثمان حسين والذي صدر قرار سيادي بتوليه الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومن بين تلك الأحاديث المتداولة يرجح عندي القول بان هناك مشاورات تدور لان يكون تولي السفير دفع الله الحاج لرئاسة مجلس الوزراء كاملا غير منقوص، وان يكون رئيس وزراء أصيلا وليس مكلفا.
واتمني ان يكون ذلك صحيحا، فالسفير دفع الله رجل معروف ومجرب، وليس محل شك او حتي اختبار، وهو خير من يشغل هذا المكان، لا سيما بين الخيارات التي كانت متداولة، وهو يتفوق عليهم جميعا بالخبرة والثبات، والمهنية، والحسم والوضوح، وتلك اهم مميزات مطلوبة في رئيس الوزراء في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان.
ولكن ذلك كله يكون بدون جدوي إذا كان تعيينه مكلفا فقط، وبذات الطريقة القديمة التي جعلت المجلس كله بلا معني، وكان اكثر الوزراء يحمل كل واحد منهم قلمين – اخضر واحمر – وزير ووكيل، ومن الغرائب ان بعض الوزارات ورراؤها مكلفين، وليست لديهم صلاحيات ولا سلطات وكيل، وتلك اوضاع غريبة حان اوان إصلاحها ومعالجة أعطابها.
وكنت قد اقترحت في مقال سابق يوم إعلان السفير دفع الله رئيسا لمجلس الوزراء ان تكون صلاحياته كاملة، ويترك له امر مراجعة الوزراء المكلفين حاليا، فمن يجد انه يصلح وزيرا يرشحه وزيرا، ومن يجد انه يصلح وكيلا يرشحه وكيلا، ومن يجده لا يصلح للاثنين يوصي باستبعاده ويرشح مكانه ثلاثة يختار مجلس السيادة واحدا منهم، ويتبع ذلك تلقاء إلغاء موضوع إشراف اعضاء مجلس السيادة علي الوزارات، ويصير الوزراء مسؤولين امام رئيس مجلس الوزراء، وهو يكون مسؤولا لدي مجلس السيادة.
بهذه الطريقة فقط نعيد لمجلس الوزراء هيبته، ونسكت كل الالسن التي تطالب بحكومة مدنية في السودان، ويجد الاتحاد الأفريقي نفسه امام خيار واحد فقط، وهو رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي، وبذلك نعيد وضع اقدامنا في المحافل الإقليمية والدولية التي تزحزحت بسبب الأوضاع الطارئة التي كانت سائدة.