
سرقه الاثار . الحرب الصامته في السودان
دكتور ياسر احمد ابراهيم
في عمق الصحراء في شمال السودان، حيث كانت شمس الحضارات القديمة تشرق على ممالك مروي وكرمة ونبتة، يُدفن اليوم تاريخٌ يمتد لآلاف السنين تحت رمال التعدين العشوائي وأدوات النهب الممنهج.
في ظل الاهمال و جشع وتخطيط تجار الاثار وعدم الاهتمام الحكومي، تتعرض مواقع أثرية من أقدم ما عرفته إفريقيا والعالم لعمليات تخريب وسرقة غير مسبوقة. عشرات المواقع الأثرية، التي باتت اليوم عرضة للحفر العشوائي بحثًا عن الذهب والاثار، فيما تُهرّب آلاف القطع النادرة خارج البلاد بصمت مريب.
# حضارات تُمحى تحت صمت العالم.
*تُعد مروي وكرمة ونبتة من أعرق الممالك النيلية التي سبقت حضارة الفراعنة في التنظيم المعماري والسياسي والديني. هذه الحضارات ليست مجرد ماضٍ سوداني، بل جزء من التاريخ الإنساني العالمي الذي يوثّق تطور الإنسان في وادي النيل .*
ورغم هذه الأهمية العالمية، لم يصدر حتى الآن نداءٌ دولي واضح من اليونسكو أو المنظمات الثقافية الكبرى لحماية ما تبقى من المواقع الأثرية في السودان، كما حدث في دول أخرى كالعراق وسوريا عندما تعرّض تراثها للخطر. و التعدين العشوائي..هو. عدو التراث في السنوات الأخيرة، تمددت أنشطة التعدين الأهلي عن الذهب في مناطق نهر النيل والشمالية، لتتحول إلى كابوس أثري. فالمئات من المواقع القديمة، التي كانت تحتوي على مقابر ملكية ومعابد ومنحوتات، جُرفت بالكامل تحت آلات الحفر.
المواقع الأثرية في بعض المناطق تعرضت للتدمير الجزئي أو الكلي”، بينما تُباع القطع المنهوبة في الأسواق الدولية دون أي تحرك فعلي لاستعادتها.
دعوة إلى العالم: أنقذوا ذاكرة إفريقيا
إن ما يجري في السودان اليوم ليس مجرد فقدان لحجارة قديمة، بل طمس لهوية قارة بأكملها.
إن حماية آثار السودان مسؤولية جماعية، وعلى المجتمع الدولي — من خلال اليونسكو، الإنتربول، والمجلس الدولي للمتاحف أن يتدخل فورًا لحصر القطع المنهوبة، وتفعيل برامج حماية عاجلة للمواقع الأثرية، إلى جانب دعم المجتمعات المحلية لتكون خط الدفاع الأول عن تراثها.
التاريخ لا يُستعاد إذا ضاع.السكوت على ما يحدث يعني السماح بمحو ذاكرة أقدم حضارات وادي النيل.
وإن كان العالم قد هبّ لإنقاذ آثار العراق وسوريا واليمن من دمار الحرب، فالسودان اليوم يستحق نداءً عالميًا مماثلًا، قبل أن تختفي آخر شواهد حضاراته تحت رمال الإهمال والجشع. عندما كانت الاثار ضمن اختصاصات وزاره الصحه والرعايه الاجتماعيه في الولايه في فتره من الفترات اقترحنا علي الوزاره الاتحاديه اي وزاره
إلثقافه والسياحه انشاء شرطه السياحه لحمايه الاثار.فقد تلاحظ ان المواقع الاثريه الهامه لاتتوفر لها حمايه كافيه وحتي البعثات الاستكشافيه الاجنبيه للاثار لا تتبعها رقابه كافيه مما عرض اثارنا للسرقه المنظمه من قبل عصابات تجار الاثار الدوليين والمحليين.وليس بحادث سرقه المومياء من الشماليه واثار متحف مروي والحمام المالكي من نهر النيل وشجره الصندل من المتحف القومي ببعيده… لذا نناشد رئيس الوزراء ووزير الثقافه والاعلام تشكيل لجنه من جهات الاختصاص للعمل علي حمايه المناطق الاثريه والعمل علي استرداد المنهوب منها باسرع ما يكون وتشكيل لجنه من جهات الاختصاص لمتابعه ذلك وبالله التوفيق والسداد
*دكتور ياسر احمد ابراهيم . وزير الصحه والرعايه الاجتماعيه ولايه نهر النيل الاسبق*