
تأملات
جمال عنقرة
كنت اجد نفسي متأرجحا بين مفهومين في شكر مصر يبدو ظاهرهما متعارضا، مشروع شكرا مصر الذي ابتدع فكرته نفر كريم من السودانيين المقيمين في مصر يتقدمهم الرجل الأمة اخي الحبيب الراحل المقيم الدكتور حسين محمد عثمان حماد رئيس مجلس الجالية السودانية في مصر، والسيد عبد الله المحجوب الميرغني. وجدد فكرته السفير الفريق أول ركن عماد الدين مصطفي عدوي سفير السودان في مصر، ويجتهد في دربه اخرون، وبين مفهوم (لا شكر علي واجب) الذي قال به القنصل المصري في بورتسوان السفير احمد يوسف، ويروج له صديقنا الحبيب معالي السفير العظيم السفير هاني صلاح سفير مصر في السودان، او سفير السودان في السودان كما يحلو للبعض ان يناديه من فرط حبه للسودان والسودانيين والتمادي في خرق البرتوكول من ان اجل ان يكون قريبا من أهله في السودان يقضي احتياجاتهم من سكات، إلا ان متغيرات الأحداث ومقال اخي الحبيب الغالي الإنسان الاستثنائي حسين خوجلي . رد الله بصره .الذي عاب فيه علي السياسيين السودانيين تجاور تقرير المصير في خمسينيات القرن الماضي، الي اختيار الاستقلال من داخل البرلمان، ويري حسين ان السودانيين لو تركت لهم حرية الاختيار في ذاك الزمان لاختاروا الوحدة مع مصر علي الاستقلال، وأعتقد أنهم لو كانوا قد فعلوا ذلك لكان خيرا لهم، علي الأقل ما كان الجنوب انفصل، ولما راودت ال دقلو اوهام حكم السودان.
وحتي لا نبكي علي اللبن المسكوب، ولا نجري اكثر وراء سراب مشروعات شكر لا تسمن ولا تغني من جوع فكرت بطريقة مختلفة.
بعد الانتصارات الميدانية الساحقة التي حققتها القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري والقوات المشتركة والمجاهدون والبراءون والمستنفرون من كل أهل السودان ، وتحرير العاصمة القومية وكثير من مدن السودان، بدأ كثير من السودانيين المقيمين في مصر رحلة العودة الي بلدهم، هذه العودة يجب ان تصاحبها هجرة جماعية وفردية منظمة لملايين المصريين الي السودان للمشاركة مع أشقائهم في السودان في مشروع نهضة وإعمار وادي النيل انطلاقا من الجنوب، استثمارا مشتركا لخيرات السودان وخبرات مصر، وهذا هو مشروع العصر الذي يجب ان نعمل له جميعا، شعب وحكام، وأتعهد بان أكون في راس قائمة المبشرين والعاملين، والساعين لجمع الناس هنا وهناك علي الحب الإيجابي والعطاء الممتد بإذن الله تعالى.