
عودة العربية والحدث… وعودة لينا يعقوب: تفكير خارج الصندوق
خبر وتحليل
بقلم: عمار العركي
* منذ اللحظة التي روى فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “القصة السودانية” كما تراها الرياض، بدا أن المملكة بدأت فعلياً في إعادة صياغة الرواية الإعلامية حول السودان، بشمل أشمل تعتبر السودان واحداً من أهم ملفات الأمن الإقليمي للبحر الأحمر والمنطقة.
* هذا التحول يُقرأ بوضوح مع انتقال قناتي العربية والحدث من مقرهما التحريري في “دبي” إلى “الرياض” ، حيث أصبحت غرف الأخبار ودوائر القرار الإعلامي تحت إشراف مباشر من مركز الإعلام السعودي.
* التحول ليس مكانياً و فنياً وإدارياً فحسب ، بل هو إنه تحول و انتقال في زاوية الرؤية، وفي وزن الرسالة، وفي طريقة سرد الأحداث.
* في هذا المناخ الجديد، جاء قرار رئيس الوزراء برفع الإيقاف عن لينا يعقوب، حيث بدأ في شكله إدارياً ، لكنه في توقيته وسياقه جزء من توجه جديد يُعيد ضبط العلاقة بين الإعلام السوداني ومنظومة الإعلام العربي المؤثر.
* بالتالي ، عودة لينا لا تنفصل عن انتقال “السردية” إلى الرياض، ولا عن رغبة سعودية في أن تكون رواية السودان أقرب إلى “الواقع” وأقل خضوعاً لضجيج “عاطفة” الداخل.
* لكن المؤشر الأوضح ظهر في التغطية المكثفة للحشد الجماهيري الذي خاطبه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في أم درمان. فقد انتقلت مراسلة “العربية – الحدث” إلى قلب الميدان، وظهرت بجوار عربة البرهان وحرسه الرئاسي ، وأجرت مع البرهان لقاءً مباشراً وسط الزحام و الهتافات.
* والأهم كان تعليق المذيعة على الهتاف المتكرر: “جيشاً واحداً… شعباً واحداً”، تعليق جاء بنبرة إيجابية، يقرأ المشهد كما هو، ويُظهر حقيقة التفاف جماهيري لا يمكن تجاهله كما كان في السابق ، فهذا النوع من التغطية كان غائباً أو متحفظاً في الفترة الماضية، والعودة إليه ليست مصادفة.
* كل ذلك يؤكد أن طريقة تغطية الشأن السوداني في الإعلام العربي بدأت تتغير بالفعل، وأن الرياض تقود هذا التغيير بزوايا رؤية جديدة تتقاطع مع دورها السياسي في السودان.
*خلاصة القول ومنتهاه*
* عودة لينا يعقوب ليست مجرد نهاية إيقاف إداري، بل علامة على بداية رواية سردية السودان الإعلامية ودخولها مرحلة إعادة كتابة … كتابة تُجريها الرياض بهدوء وبتفكير خارج الصندوق من خلال، تعزيز الانفتاح في التغطيات والحوارات ، الاقتراب أكثر من الواقع الميداني ، وإعادة موازنة الرواية بعيداً عن ضغوط الداخل
* عودة العربية والحدث، وعودة التغطيات الميدانية المباشرة، وعودة لينا… كلها حلقات في سياق واحد ، هو أن السودان يخضع الآن لإعادة صياغة إعلامية تتسق مع التحولات السياسية في المنطقة، ومع رؤية السعودية للدور الذي ينبغي أن يلعبه السودان في المعادلة الإقليمية.