تقارير

فقدتها الساحة الاجتماعية والسياسية في السودان.. رحيل سعاد ديشول.. ويبقى الأثـر..

 

شهد عزاها حضور متنوع شكل استفتاءً على محبة وتقدير..

الخضر: سعاد كانت تسد ثغرة قلّما يسدها حتى الرجال..

فريني: كانت رفيقة درب، وسند حياة، وشريكة في المسؤولية والعمل العام..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

 

تلقَّى الأستاذ صديق حسن فريني وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، التعازي في وفاة زوجته الفاضلة الأستاذة سعاد ديشول محمود، بالهرم في العاصمة المصرية القاهرة، وسط حضور كبير من رموز المجتمع السوداني وقياداته السياسية والاجتماعية والعسكرية والدينية، وعدد من المسؤولين السابقين والحاليين، إلى جانب قيادات من القوات المسلحة والطرق الصوفية، ولفيف من أبناء الجالية السودانية بمصر الذين عبّروا عن مشاعر المواساة والتقدير للفقيدة الراحلة ومسيرتها الإنسانية الحافلة بالعطاء.

 

فقد جلل:

وفقدت الساحة الاجتماعية والسياسية السودانية واحدة من أبرز رموزها النسائية برحيل الأستاذة سعاد ديشول محمود، مدير الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية بوزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية الاتحادية، التي انتقلت إلى جوار ربها بالقاهرة بعد صراع مع المرض، وقد تركت الراحلة وراءها إرثاً ناصعاً في مجال العمل العام والاجتماعي، إذ عُرفت بين زملائها بأنها موظفة دولة ملتزمة كرّست حياتها لخدمة قضايا الرعاية والتنمية الاجتماعية، ومكافحة الظواهر السالبة كالمخدرات والانحرافات، واضطلعت بدور فاعل في حماية الفئات الهشة وتعزيز قيم التكافل داخل المجتمع السوداني.

 

نصيرة المرأة والطفل:

لم تكتفِ سعاد بعملها ووظيفتها الإدارية الرسمية، بل تجاوزته إلى فضاء أوسع من العمل الاجتماعي والسياسي في الاتحاد العام للمرأة السودانية، حيث كانت صوتاً جريئاً ومدافعاً شجاعاً عن حقوق النساء في مناطق الحرب والنزاعات، فقد نادت بضرورة وقف العنف ضد المرأة وصون كرامتها، وطرحت عبر مشاركاتها الإقليمية والدولية مبادرات نوعية لحماية الطفولة ودعم النساء المتضررات بالحرب، فكانت تؤمن أن الكلمة المخلصة قادرة على التغيير، وأن الدفاع عن المرأة جزء لا يتجزأ من معركة بناء الوطن.

 

سعاد الزوجة والأم:

وعلى المستوى الإنساني، كانت الراحلة سعاد زوجةً مثاليةً وأمُّاً مربيةً قادرة على التوفيق بين مهامها الوظيفية ومسؤولياتها الأسرية، فجمعت بين القيادة العامة والحنان الخاص، واستطاعت أن تحافظ على بيتها وتُنشئ كريماتها في جو من المحبة والانضباط والقيم الرفيعة، وقد شكلت مع زوجها الأستاذ صديق حسن فريني وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، نموذجاً للأسرة العاملة المنسجمة التي توزّع أدوارها بين الواجب المهني والعطاء الإنساني.

 

قوية الشخصية والقرارات:

وفي حديث مؤثر، قال الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم الأسبق، إنه عرف الراحلة منذ عملها بوزارة الشؤون الاجتماعية بولاية القضارف، واصفاً إياها بالمرأة قوية القرارات، شديدة الالتزام، تمتلك قدرة عالية على التعامل مع السودانيين وغير السودانيين ومع المنظمات الأجنبية والمحلية، وكانت تسد ثغرة قلّما يسدها حتى الرجال، وأبان دكتور الخضر في إفادته للكرامة أن الراحلة كانت نوّارة العمل الاجتماعي والسياسي في ولاية القضارف قبل انتقالها إلى الخرطوم، وصاحبة حضور فاعل في تنظيمات المرأة واتحادها، وإن فقدها يمثل خسارة كبيرة للمجتمع السوداني، مبيناً أنه ومع هذا الرحيل الموجع، يبقى الأمل معقوداً على الأستاذ صديق حسن فريني في الحفاظ على الرسالة التي تركتها رفيقة دربه، ومواصلة مسيرتها في خدمة الناس، وتربية كريماته على ذات النهج من العطاء والانتماء للوطن، مؤكداً أن سعاد كانت رمزاً لامرأة آمنت بأن الحياة تُقاس بما تُعطيه، لا بما تأخذه، ورحيلها يترك فينا جميعاً درساً خالداً في الإخلاص والمسؤولية.

 

شريكة حياة وعمل:

ووسط محاولات لمغالبة مشاعر الحزن والفقد المرير، أعرب أرمل الراحلة الأستاذ صديق حسن فريني، وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، عن عميق شكره وتقديره لكل من واساه وشاركه الأحزان في رحيل زوجته الراحلة الأستاذة سعاد ديشول محمود، مؤكداً أن الكلمات تعجز عن الوفاء بحقها بعد رحلة عمرٍ حافلة بالعطاء والإيثار، وقال فريني في إفادته للكرامة إن الفقيدة كانت رفيقة دربٍ وسند حياة، وشريكةً في المسؤولية والعمل العام، مبيناً أنه يشعر اليوم بمسؤولية كبيرة تجاه أسرته وأبنائه، وأن التحدي الذي أمامه يكمن في ضرورة مواصلة ما بدأته الراحلة من جهودٍ إنسانية واجتماعية في خدمة الوطن والمرأة والطفولة، مبيناً أن سعاد قد رحلت سعاد جسداً، لكنها باقية فينا بما غرسته من قيمٍ نبيلة وإخلاصٍ نادرٍ في حب الوطن والناس، وزاد: “سنظل أوفياء لذكراها، فقد تركت أثراً سيبقى ما حيينا”.

 

خاتمة مهمة:

وهكذا تمضي سعاد ديشول محمود تاركة خلفها أثراً لا يُمحى، وسيرةً تُروى بكل فخرٍ وحنين، رحلت جسداً، لكنّ روحها ما زالت حاضرة في كل زاوية من مؤسسات العمل الاجتماعي، وفي وجوه النساء والأطفال الذين مدّت لهم يدها يوماً، فقد كانت تؤمن أن الخدمة العامة ليست وظيفة بل رسالة، وأن حب الوطن يُقاس بما يُبذل لأجله من صدقٍ وتضحية، واليوم، فيما يودّعها أحباؤها ورفاق دربها، تبقى وصيتها الصامتة أن يُكمل الآخرون الطريق بذات الإخلاص والنقاء، ألا رحم الله الأستاذة سعاد ديشول محمود، وجعل ذكراها نبراساً مضيئاً لكل من يؤمن بأن الإنسان يُخلَّد بما يزرعه من خيرٍ في حياة الآخرين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى