إجتماعيات

في تأبين الزميل الصحفي حسام أبو العزائم… رحيل القلم الحر واللسان الصادق

🖊️ موده شاهين

الأكثر وجعاً في هذه الحياة هو فقدان من كان يكملنا من الداخل، من كان وجوده يسد فراغات أرواحنا، فإذا رحل ترك فينا نقصاً لا يُجبر إلى الأبد. لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله: إنا لله وإنا إليه راجعون.

رحل حسام، ولم يعد لديه صندوق بريد نحمل إليه فيه أحزاننا وفقدنا، خاننا إحساسنا وخذلنا الصبر والتجلد أمام رحيله.

في تأبين حسام، نحن لا نفتقد مجرد شخص، بل نفتقد القلم الحر الذي لا يعرف التبعية، واللسان الصادق الذي لا يعرف الكذب، والسريرة النقية التي لا تعرف التفاق. كان فقدانه اجتماعياً عاماً، لكنه في ذات الوقت كان انعزالاً عن النفاق، وبعداً عن المثالية الزائفة ومجاراة الآخرين في تصنّعهم.

كنت أعلم أن حسام أخ للجميع، كما كان لي أخاً قريباً، ناصحاً ومحباً. لا أنسى مقولته لي دوماً: “يا مودة، أنتِ صحفية مميزة وأنا أحترم قلمك جداً”، ثم يتبعها بنصيحته ورسائله التي كان يلقيها عليّ بحب وصدق. حتى وهو بين أجهزة العناية المكثفة لم ينسَ أن يطمئن عليّ وعلى أبنائي.

في تأبين حسام، رأيت حزني منعكساً في نظرات زملائه، ورأيت فقدي ماثلاً في كلمات شقيقته مني أبو العزائم، تلك التي لم تتوقف لحظة عن كتابة رسائل الفقد لشقيقها، وإرسالها في بريدي وبريد كل من لم يعد له بريد إلا عبر أثير الحزن والغياب. مني تواصلت معي كأنها حسام ذاته، صادقة ودودة، تشبهه في روعته ووضوحه، وكأن الجينات وحدها تحمل هذه النقاوة، وتشابهنا في الفقد.

رحم الله الأخ حسام أبو العزائم، وجعل مثواه الجنة، وخلّد ذكره في قلوبنا ما حيينا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى