
تأملات
جمال عنقرة
فضلا عن المكاسب العظيمة التي حققتها الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء الدكتور كامل الطيب إدريس إلى مصر في بعض الملفات العالقة بين البلدين، فإن الكسب الأكبر عندي الزيارة المهمة لكبير السودان وصمام أمانه، الحسيب النسيب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، وكعادة مولانا، فإنه لا يدع فرصة تفوته، فهو طوال تاريخه الطويل الحافل ظل دائما صاحب الموقف والكلمة المناسبة في الوقت المناصب، واول رسالة قدمها مولانا للسيد كامل إدريس ولغير السيد كامل إدريس أيضا، قدم لهم رجال المرحلة في الحزب، اصلب العناصر الذين يشكلون الكتلة الصلبة التي تعبر عن موقف مولانا الصلد الشامخ الذي لا يتزحزح، مولانا المدخور للنوائب والملمات والمهمات الصعبة، مولانا السيد عبد الله المحجوب، واشقائه الاصفياء الانقياء السيدين محمد وأحمد، والأمير المجاهد احمد سعد عمر، والجاسر البروف بخاري الجعلي، والجسور السيد ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان، والزعيم ابن الزعيم الأصيل الزاكي التجاني محمد إبراهيم.
ومعلوم أن مولانا السيد محمد عثمان ظل علي موقف وطني ثابت قبل أن تسقط الإنقاذ، وكان مثله مثل الأستاذ محمد ابو القاسم حاج حمد، والأستاذ غازي سليمان، والشيخ محمد سيد حاج، ادركوا منذ وقت بعيد أن الهدف ليس إسقاط حكومة الإنقاذ وإنما الهدف إسقاط دولة السودان، لذلك حافظ علي شراكته للمؤتمر الوطني ولم يسع إلى القفز من المركب وهي تغرق كما فعل آخرون كنا نظنهم من المحسنين، وحتي بعدما سقطت الحكومة لم تبهره شعارات الثورة البراقة، ولم يصدق زعمهم الكذوب “معليش ما عندنا جيش” فاعلن موقفا واضحا وصريحا مؤيدا ومساندا للقوات المسلحة، وأبعد اهل بيته وقادة حزبه الذين والوا المتآمرين علي الدولة والمتماهين مع الخصوم.
ولما احتدم الأمر و(دخل الكلام الحوش) اخرج اخر أوراقه بقياده دخريه الأمين السيد عبد الله المحجوب الذي ولاه شؤون الجرب نائبا له وبعث به علي راس وفد رفيع من صناديد الحزب واقطاب الطريقة الراسين الي العاصمة الإدارية بورتسودان للمشاركة في اللمة التي نظمتها قيادة الدولة تحت مسمي العملية السياسية للقوي الوطنية لنقل رأي الحزب بقوة وصراحة ووضوح، وكان رأيهم أن “لموم” و”متسكعي” البورت لا يمثلون القوي الوطنية السودانية، وقالوا ذلك في حضرة الرئيس البرهان وأمام حشد البورت المصنوع، فلم يعجب قولهم الذين كانوا يقودون العملية الوهمية، فتآمروا عليهم، واغلقوا في وجوههم القاعة التي استاجروها من حر أموالهم، وحرموهم من عقد المؤتمر الصحفي الذي دعوا له لتوصيل رأيهم.
واليوم استغل مولانا السانحة التي اتته في مكانه، وقدم رجاله الذين يعتمد عليهم، ويمثلونه في كل محفل وكل “كتلة” واتمني ان يعي الجميع رسالة مولانا، ويريحونا من المزيفين الذين يرعمون انهم يمثلون مولانا، ومولانا منهم براء.