
لم تنتهي بعد
خارج النص
التسجيل الذي بثه الأخ مبارك الكودة عن انتهاء الحرب في السودان يعبر عن رؤية كثيرين يعتقدون أن تحرير الخرطوم من الحنجويد ومدني والنيل الأبيض وبعض مدن كردفان يعني نهاية الحرب وفتح أبواب المساومة التسويات وبكل أسف كثير من أطراف السلطة وداعميها يعتقدون ذلك بيد أن الكودة أفصح جهرا عما يعبر عنه البعض بصوت منخفض في مجالس الأفراح والأتراح وهي رؤية ليست بعيدة عما ذهب إليه من قبل القيادي على عسكوري وأقام الدنيا وشغل الناس
مثل هذا التفكير من شأنه التفريق بين بني السودان وفيه عدم وفاء وتقدير لدماء أبناء السودان من مكون دارفور ممثلا في الحركات المسلحة التي قدمت شهيدا تلو آخر وهي تقاتل في الفاو ومدني وودراوه والكلاكله والمدرعات والجيلي ولم تستبق شيئا فكيف نعتبر الحرب انتهت وكل ولايات دارفور الخمسة في قبضة المليشيات ومعها ولايه غرب كردفان اجمعها وأجزاء من شمال وجنوب كردفان وتهديد لجنوب النيل الأبيض والنيل الأزرق فكيف انتهت الحرب وقوات المليشيا تتمركز حتى الآن على بعد مائة كيلو مترا فقط حيث لاتبعد رهيد النوبه عن أم بده الا مسافة مائة كيلو مترا وتحشد المليشيا قواتها في الكويمات وفي ام سيالة التي تبعد ستين كيلو مترا عن منطقة الهلبة ومطار الصالحة لاتبعد المليشيا عن أم درمان بسيارات الاندكروزر الا ساعة فقط كيف تقول اخي مبارك الكودة وانت الخبير جغرافية السودان وغير المتهم في بلوثة جهوية أو عنصرية كما عرفانك لأكثر من ثلاثين عاما لم تبدلك السلطة ولم تغيرك المعارضة ظللت تجهر بما تؤمن به ولاتخشي غضبة غاضبا ولكن الحرب ياكودة لن تنتهي حتى ولو تحررت الفاشر ونيالا التي تعتبر المدينة الثانيه من حيث التعداد السكاني بعد الخرطوم وتحررت زالنجي والضعين لن تنهي الحرب ولو بقيت المليشيا في محليه كرينك أو سربا يظل تهديد الأمن القومي ماثلا وشاخصا والان كل اهل دار فور وسكانها يغلي الدم في عروقهم جراء مايحدث لشعب كل جريرته انه لاينتمي لعرب العطاوة الذين فعلوا بضحاياهم مالم يسبقهم إليه أحدا في العالم فكيف تنهي الحرب قبل ان تقص العدالة في الأرض لدماء الشهداء والضحايا؟
الحرب لن تنهي التسويات مهما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وتجملوا أمام الشعب السوداني في محاولة لإنقاذ المليشيا من الموت والفناء