مقالات

ما لم يتحقق بالسلاح يمكن تحقيقه بالتفاوض،

السلطات السودانية تؤكد حتى هذه اللحظة عدم وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع المليشيا،

وتشدد على أن ما يجري هو نقاش سوداني–أمريكي حول تحقيق السلام وملفات أخرى.

 

الموقف واضح وطبيعي، لكن حالة البطء في التواصل الإعلامي والسياسي مع الشعب، بالسرعة المطلوبة وفي التوقيت المناسب، تفتح باباً واسعاً أمام الشائعات والأجندات الملوّنة.

 

في كل العلاقات، الشخصية والعامة، يؤدي غياب الشفافية إلى تآكل رصيد الثقة، وحينها تُصاب العلاقة باعتلالات مزمنة يصعب علاجها.

 

في مفاوضات سويسرا، كان رأيي الذي عبّرت عنه بوضوح أن التفاوض ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لتحقيق الأهداف، والعبرة بالنتائج وما يتحقق فعلياً على الأرض.

فالغاية الأساسية هي تفكيك المليشيا وإزالة التشوّهات العسكرية، والأهم من ذلك ألّا يُسمح لها بإعادة إنتاج نفسها لتعود مجدداً إلى المعادلة، أو لتحوّل جرائمها وانتهاكاتها إلى مكاسب سياسية أو عسكرية.

 

في أي ظرف تقرر فيه الحكومة الدخول في تفاوض، فبوسعها أن تعلن ذلك بكل شجاعة ووضوح، دون أن تتوجس أو تخضع للابتزاز أو تصوير التفاوض كخيانة.

فهي قد فاوضت في جدة وهي في أضعف حالاتها العسكرية، حين كانت قيادتها محاصَرة والمدن تتساقط تباعاً، وكانت يد المليشيا هي العليا.

 

أما الآن، وقد تغيّر ميزان القوة على الأرض لصالح الحكومة بدرجة كبيرة، فإن ما لم يتحقق بالسلاح يمكن تحقيقه بالتفاوض.

وحينها سيحكم الشعب على النتائج، ويبارك المسعى إذا لمس فيه حفظاً للكرامة، وصوناً للسيادة، وتحقيقاً لمقتضيات النصر.

ضياء الدين بلال

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى