مقالات

محمود ابو العزائم من القلم الى الميكرافون

من كتاب مذكرات فى الصحافة
يمكن ان نطلق على محمود ابوالعزائم الصحفى المتنوع , اى الصحفى الذى زاوج بين القلم والميكرافون ,اى الذى حوّل اسلوب الكتابة من الورق الى الأثير, وتلك يعد فيها صاحب مدرسة فريدة سارعليها من بعده مذيعون كثرفى مقدمتهم عمر الجزلى “اسماء فى حياتنا “وغيره من المذيعين .

وفى سيرة المدارس الصحفية يعد ابو العزائم اول ناقل لمدرسة اخبار اليوم المصرية الى الصحافة السودانية ,فقد كان شديد الأعجاب بالشقيقان اصحاب الدارمصطفى وعلى امين ,ودافع عن مصطفى دفاعا حارا عندما سجنه عبد الناصر بتهمة العمالة للمخابرات الأمريكية , ويعتبر ابو العزائم من “الصحفيين الجواله يعنى “ماعندو قشه مرة” فقد بدأ العمل فى صحف الأتحاديين , ثم عبود , ثم النميرى ,ثم الأنقاذ وسوف نشرح هذا بالتفصيل لاحقا ,فهو كغيره من الذين الذين سترد اسمائهم والذين حملوا القشة نفسها مثل محمد الخليفه طه الريفى , ومحمد الحسن احمد , وصالح عرابى ,ويحى عبد القادر,والفاتح التجانى ,ومحمد سعيد محمد الحسن ,وادريس حسن واخرين سنورد اسمائهم فى الكتب لاحقا .
وقد اورد الباحث سليمان عبد الله حمد مسيرته الحياتية فى موقع “رابطة ادباء الشام” 17تشرين2012 ) بقوله ان ابو العزائم من ( مواليد مدينة ود مدني في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي و اكمل دراسته الاولية بمدرسة النهر العريقة والتحق بالمدرسة الاميرية الوسطى التي كان ناظرها (المربي المعروف الاستاذ صالح بحيري مؤسس مدرسة المؤتمر الثانوية بام درمان فيما بعد) وامضي ابو العزائم فترة تدريبية بالأبحاث الزراعية بود مدني التي عمل بها لفترة قصيرة وعمل ايضا موظفا بشركة النور ومنذ شبابه الباكر استهواه العمل الصحفي وكان يراسل بعض الصحف والمجلات المصرية من مدينة ود مدني ,وفي النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي استقر بالعاصمة وعمل محررا بجريدة العلم التي كان يرأس تحريرها الاستاذ علي حامد وزامل الشريف حسين الهندي الذي كان احد كتاب الصحيفة وساهما معا في تحرير جريدة النداء التي كان يرأس تحريرها الاستاذ عبدالماجد ابو حسبو وفي عام 1961م عمل الاستاذ ابو العزائم لفترة قصيرة نائبا لرئيس تحرير جريدة الصحافة عند تأسيسها وعمل لفترة نائبا لرئيس تحرير جريدة الزمان )
ومن تجربتى الشخصية كمحررفى اولى خطواتى فى صحيفة الزمان استعان به رئيس التحرير عبد العزيز حسن الدسوقى لبعث الحياة فى الصحيفة التى ضعف توزيعها , وظن ان ابو العزائم يمكن ان يكون طوق نجاة لها, فسارع الرجل فنقلها من الرصانة السياسة التى اشتهرت بها الى الأثارة الصحفية حيث ادخل مدرسة اخبار اليوم فى تحرير الأخبار, وكان له مانشيتا مثيرا مشهورا عنوانه “صراع فى النيل” وهو قصة نشال طاردته الشرطة والناس فتوجه صوب النيل للهرب الى الضفة الأخرى ولكن الشرطة لاحقته واعتقلته وانقذته من الغرق, وهكذا استطاع ابو العزائم بهذه الأثارة ان يعيد الروح الى الزمان حيث نفد هذا العدد بسرعة فائقة ولكن مع ذلك اغلقت الزمان صفحاتها نهائيا بسبب انعدام التمويل وتخلى الشركاءعنها.
حسب الباحث سليمان قدم ابو العزائم برنامجه سحارة الكاشف من خلال اذاعة ام امدرمان الصحيح “صوت الأمة “كما صدر له فى العام 2005 اصدارة بعنوان يوميات سودانية( وفى السبيعنات اقترح على الرئيس الراحل جعفرالنميرى قيام اذاعة اخرى باسم “صوت الأمة” فاختاره النميرى مديرا لها ,وكانت هذه الأذاعة عبار عن “جريدة صوتية” ناطقة , فشرع فى عمل ارشيفى ضخم حيث استضاف عدد كبير من فنانى الجيل ألأول والثانى ليحكوا سيرة حياتهم الفنية ونذكر منهم حسن عطية ,وابراهيم عوض ,وحسن سليمان ,وعبيد الطيب , وفاطمة الحاج, ومحجوب عثمان ,ورمضان زايد وذلك سجل كان سيضيع بالأهمال السودانى الوراثى لولا ابو العزائم رحم الله ابو العزائم صاحب البصمة الباقية فى الصحافة السودانية.
صديق محيسي ،،

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى