الأعمدةتأملات

معايدة مناوي .. تدشين تحالف قوى الكرامة

تأملات
جمال عنقرة

كتبت قبل أيام مقالا استحسنت فيه دعوة رئيس حركة/ جيش تحرير السودان القائد مني أركو مناوي لتكوين كيان واسع يضم كل قوي ووقود معركة الكرامة’ وكانت معايدة السيد مناوي امس الإثنين ثاني أيام عيد الفطر المبارك بمثابة تدشين لهذا الكيان وايدانا بميلاد تحالف وطني عظيم يضع الأمور في نصابها الصحيح.
اول إشارة قوية كانت في المكان الذي أقيمت فيه المعايدة، مباني القاعدة الجوية في بورتسودان، وشارك ممثل قائد قوات الدفاع الجوي في المعايدة، وفي ذلك تاكيد لمرجعية وقيادة الجيش لكل قوي الكرامة, وتزامن ذلك مع إشارة الرئيس البرهان في خطاب العيد الي نية عودة الجيش الي اسمه القديم، قوات الشعب المسلحة.
تقدم الحاضرين قادة قوات معركة الكرامة، الملك عقار رئيس الحركة الشعبية شماالجبهة الثورية، والدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة والقائد مناوي صاحب الدعوة، وهؤلاء الثلاثة لا يقاربهم احد في الموقف والعطاء في معركة الكرامة، فالملك عقار حسم موقفه منذ اليوم الأول للمعركة واعلن وقوفه مع الجيش، وهو أصلا كان سباقا في دمج قواته مع القوات المسلحة ولم ينتظر اكتمال الترتيبات الأمنية، ثم جاء قبوله لمنصب نائب رئيس مجلس السيادة قاصمة ظهر المليشيا، ففي ذلك إعلان لنهاية عهد حميدتي في الحكم، قبل ان ينتهي وجوده في الدنيا، ثم توالت مواقف وأقوال الملك الحائمة التي شكلت خارطة طريق لمعركة الكرامة، فهو أول من حدد العدو، وحذر من كل مبادرات الحل الخارجية وأصر ان يكون الحل سوداني سوداني شاملا داخل ارض الوطني ولا يستثني احدا، وهو أول من اسمي مرحلة ما بعد الحرب مرحلة تاسيس، وهو اول واقوي من تصدي لسماسرة السياسة الذين يسعون لسرقة حصاد دماء الشعب.
اما القائدان جبريل ومناوي فكانا يسعيان لتلافي قيام الحرب، وكنت من الذين يسعون معهم قبل اندلاع الحرب’ واستمرت مساعينا لوقفها بعد ذلك قبل ان يمتد الحريق، ولكنهما لما تاكدت لهما أبعاد الحرب الاستعمارية والاستيطانية الطامعة، لم يترددا في الوقوف مع القوات المسلحة، ودفعا بقواتهما مع قوات بقية حركات الكفاح المسلحة يقاتلون مع الجيش في كل الجبهات، ولم يثنهم الطعن من الخلف في السر والعلن، ذلك لأنهم يقاتلون من اجل الوطن وليس لأجل مصالح ولا منافع ولا مناصب ولا مكاسب، ومعلوم انه في الوقت الذي يهرب فيه كثير السياسيين الي الخارج، استنفرت حركات الكفاح المسلح عضويتها من الخارج للعودة والمشاركة في معركة الكرامة.
كل قوي الكرامة كانت حاضرة المعايدة، الإدارات الأهلية، القوي السياسية الوطنية، الشباب، المرأة، المجاهدون، وغيرهم، وكان في وجودهم رسالة مهمة، ان قوي الكرامة المقاتلة ليسوا مثل سماسرة السياسة يوصدون الأبواب علي انفسهم ويعطون ما لا يملكون الي من لا يستحقون، فتحالف قوي الكرامة متاح لكل الوطنيين من أهل السودان، الذين قاتلوا بالسلاح، والذين قاتلوا بالكلمة، والذين أعانوهم، والذين استنكروا بقلوبهم، وفي كل خير.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى