
نفذتها الجامعة تمهيداً لاستئناف الدراسة،، حملة إصحاح البيئة بالنيلين،، ترتيبات العودة
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
نفّذت جامعة النيلين حملة كبرى للنظافة والإصحاح البيئي شملت جميع كلياتها ومقارها ووحداتها الإدارية بالخرطوم، وذلك ضمن استعداداتها الجادة لاستئناف الدراسة بعد فترة الإغلاق الطويلة التي فرضتها الحرب على العاصمة، وجاءت الحملة بتكليف رسمي من مدير الجامعة، وبإشراف عمادة البيئة، وبالتنسيق مع اللجنة العليا لتأمين واستلام المقرات، في خطوة هدفت إلى إعادة الحياة للحرم الجامعي وتهيئة بيئة تعليمية وصحية آمنة للطلاب والأساتذة والعاملين.
أجواء حماسية ووطنية:
وسادت الجامعة خلال الأيام الماضية أجواء حماسية ووطنية تماشت مع الحملة، حيث شارك العاملون وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في أعمال النظافة وإزالة الأنقاض داخل الكليات والمكاتب والممرات والحدائق، إلى جانب تطهير المعامل والمباني المتضررة، وقد تم تنفيذ الأعمال وسط تنسيق وتعاون تام بين إدارات الجامعة المختلفة وإدارة الخدمات واللجان الهندسية، فيما تكفّل المركز القومي لإزالة الألغام والفريق الاستراتيجي بإزالة المخلفات الخطرة والتأكد من سلامة المباني ومحيطها، وقد أعادت هذه المبادرة الثقة في قدرة المؤسسات الوطنية على تجاوز المحن، ورسخت الإحساس بالانتماء والمسؤولية لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين في الجامعة، ليصبح مشهد النظافة الجماعية رمزاً لنهضة جديدة في مسار التعليم العالي بالسودان.
مشاركة واسعة:
وشهدت الحملة مشاركة واسعة من جهات داعمة، أبرزها المؤسسة التعاونية الوطنية، وحملة المليون متطوع للإعمار والتعافي والتنمية، إلى جانب روابط الطلاب والخريجين وهيئة نظافة ولاية الخرطوم، والهيئة العامة للطرق والجسور، وتقديراً منه لجهودهما المتعاظمة فقد كرّم مدير جامعة النيلين البروفيسور الهادي آدم محمد إبراهيم المؤسستين لمساهمتهما الفاعلة في إعادة تأهيل وتطهير مباني الجامعة، مقدماً شهادات تقدير ومنحاً دراسية تقديراً لعطائهما، فيما أكد المشاركون استمرار الدعم لتعميم التجربة في مؤسسات التعليم العالي الأخرى، لتؤكد جامعة النيلين بحملتها البيئية التي تمضي بروح وطنية متقدة، أن إرادة البناء أقوى من آثار الحرب، وأن استئناف الدراسة ليس مجرد عودة أكاديمية بل إعلان رمزي لعودة الحياة إلى الخرطوم.
جهود متعاظمة:
وأعلنت دكتورة جميلة الجميعابي، عميد عمادة البيئة بجامعة النيلين، اكتمال أكثر من 90% من أعمال الإصحاح البيئي بكليات ووحدات الجامعة، تمهيداً لاستئناف الدراسة بعد فترة الإغلاق الطويلة التي فرضتها الحرب على العاصمة الخرطوم، وقالت الجميعابي في إفادتها للكرامة إن لجنة عليا لتأمين واستلام مقار الجامعة كانت قد تكوّنت قبل نحو ثلاثة أشهر من انطلاقة الدراسة، برئاسة دكتور خالد حامد عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، وبالتنسيق مع ولاية الخرطوم والجهات الأمنية، حيث تمكنت اللجنة من دخول الجامعة واستلام مقارها بعد أن تعرضت لدمار كبير واستباحة واسعة، مؤكدة أن المركز القومي لإزالة الألغام والجهاز الاستراتيجي لإزالة مخلفات الحرب نفذا عملاً ضخماً في تطهير الحرم الجامعي، وقالت الجميعابي إن عمادة البيئة تولت بعد ذلك مهمة الإشراف المباشر على أعمال النظافة والتعقيم والإصحاح البيئي في جميع الكليات، وذلك بتكليف رسمي من مدير الجامعة، وبالتنسيق مع إدارة الخدمات ممثلة في مديرها الدكتور السر أحمد قسم السيد، ولجان الإعمار وإعادة التأهيل بالكليات المختلفة، مشيرة إلى أن أعمال النظافة في مرحلتها الأولى بدأت في 25 يوليو واستمرت حتى منتصف سبتمبر، بمشاركة فاعلة من عمال الجامعة ومن هيئة نظافة ولاية الخرطوم والهيئة العامة للطرق والجسور وشرطة ولاية الخرطوم إلى جانب متطوعين من حملة المليون متطوع للتعافي والتنمية بالتعاون مع المؤسسة التعاونية الوطنية، مبينة أن الجهود تكللت بالنجاح بفضل الإشراف المباشر من مدير الجامعة البروفيسور الهادي آدم ووكيلها الدكتور علي محمد علي، ومتابعة دقيقة من الأستاذ محمد عثمان الأمين المدير الإداري لعمادة البيئة والمتخصص في صحة البيئة، وأكدت دكتورة جميلة الجميعابي أن المرحلة الحالية تُعد تمهيدًا لأعمال الصيانة والتأهيل الهندسي التي ستتولاها الإدارات المختصة، مبينة أن الكليات أصبحت في وضع جاهز لاستقبال الطلاب بعد استكمال معظم مراحل التعقيم والتنظيف، مناشدة الجهات المختصة بولاية الخرطوم وذلك في إطار التعاون مع الجامعة بالتوجيه لإزالة الأنقاض المتراكمة حوالي الحرم الجامعي والذى يعد بمثابة واجهة لولاية الخرطوم.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ.. فقد تضمن حملة النظافة وإصحاح البيئة التي انتظمت جامعة النيلين، دلالات عميقة تجاوزت حدود النظافة إلى إعادة بناء الروح الوطنية داخل الوسط الجامعي، إذ استبقت جامعة النيلين سائر الجامعات السودانية في إطلاق برنامجها البيئي الشامل، لتبعث برسالة إيجابية عن عودة الحياة إلى مؤسسات التعليم واستعادة العاصمة الخرطوم لعافيتها، كما عكست الحملة روح التكاتف والمسؤولية المشتركة بين إدارات الجامعة والطلاب والمتطوعين، في مشهد جسّد تلاحم المجتمع الأكاديمي مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.