الأعمدةتأملات

هدي أحمد قاسم .. سطر واحد لا يكفي

تأملات
جمال عنقرة

ما ان شرعت في كتابة هذا العنوان دخلت في حالة من الضحك استغرب لها الذين كانوا حولي، ولم يكن الوضع والحالة حالة ضحك، فاستغرب الذين كانوا حولي، فقلت لهم تذكرت طرفة مر عليها اكثر من نصف قرن من الزمان، حينما دخل زبون يشتري بعض الملابس الجاهزة من احد فروع محلات (سلوي بوتيك) التي كانت مشهورة جدا في ذاك الزمان، وفي أثناء سداد الفاتورة سال الموظفة (انتوا يا سلوي حلفاويين) فسألته لماذا؟ فقال لها (عشان بتيك ده اسم حلفاويين) فضحكت ضحكا شديدا وقالت له اولا هو بوتيك يعني محل وليس بتيك، وانا ما سلوي أنا موظفة في المحل.
فتذكرت هذه القصة عندما فكرت في الكتابة عن الدكتورة هذي مديرة مستشفي احمد قاسم لجراحة القلب والكلي في بحري، ووجه الشبه ان كثيرين من الذين كانوا يذهبون الي مستشفي احمد قاسم ويقابلون المديرة دكتورة هدي يعتقدون أنها ابنة رجل البر والإحسان الراحل المقيم احمد قاسم، مؤسس المستشفي فاضطرت ان تكتب اسمها كاملا (هدي حامد محمد الحسن) وهدي من أسرة معروفة جدا، فوالدها المرحوم حامد محمد الحسن مؤسس ومالك مستشفي الملازمين المشهورة في ام درمان، وعمها حاج الحسن قطب المريح المعروف اشهر مشاهير الصفوة المميزين، وبهذه المناسبة كنت اتمني ان يوفق الله ان يوفق جيراننا في العرضة شمال الهلالاب لتجاوز عقبة الاهلي المصري في مباراة الرد في نواكشوط واقول لصديقي الكابتن عبد المنعم مصطفي (شطة) هارد لك،
ودكتورة هدي في شخصها وعطائها تعلو علي كثير من الأسماء، ومهما أقول فيها لن يبلغ ما قاله الرئيس الأسبق المشير عمر البشير يوم ان منحها وسام الجمهورية تقديرا وتكريما لها ووفاء وعرفانا لما انجزت بما صنعت، ولا يرقي كذلك الي شهادة أستاذها المنجز المتميز البروف مامون حميدة الذي راهن عليها وكسب الرهان، وتلك فرصة لان احيي اخي وصديقي بروف مامون الذي يكون دائما افضل مما يظن الناس به، واشير في ذلك الي القرارات التي اتخذها لصالح أبنائه من الطلاب والعاملين في جامعته الطبية العالمية الذين تقدموا الصفوف في معركة الكرامة.
وقصة هذا المقال ان احد الأصدقاء بعد ان قرا مقالي عن مستشفيات مكة للعيون ومؤسسة البصر الخيرية، ومؤسسها ورئيس مجلس ادارتها الدكتور العاص احمد كامل، كتب لي متسائلا بعتاب لطيف لماذا لم اذكر في المقال الدكتورة هدي حامد ابنة خالة دكتور العاص، وهو يعلم ما بيني وبينها وأسرتها وزوجها جراح القلب دكتور الامين، ويعلم مكانهم عندي العام والخاص وأفضالهم علي شخصيا إذ أنهم أعادوني الي الحياة بفضل الله تعالي عام ٢٠٢٠م عندما أصابتني ذبحة، وكنت قاب قوسين من الرحيل، وتلك قصة طويلة ارتبطت خاتمتها ب(الكرامة) التي أقمتها في بيتي في الحنانة وشرفها ابن اخي سعادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وافتري علينا ادعياء الثورة ممن كانون يسمون انفسهم لجان المقاومة وسقطوا اخلاقيا وإنسانيا واجتماعيا وسياسيا، فقلت لصديقي المتسائل في سطر واحد واحد (هدي سطر واحد لا يكفيها)
فالدكتورة هدي حامد قصة نجاح وعطاء وتفان في حب الناس والوطن، والمهنة ومثلما راهن عليها بروف مامون وخلقت مستشفي عظيما، وكسب الرهان، نجدد الرهان عليها ونثق في انً الله سوف يوفقها، وتعيد مستشفي احمد قاسم التي دمرها المليشيا الغزاة حينما استباحوا المستشفي ودمروها ونهبوها وعاثوا فيها فسادا. وبالله التوفيق والسداد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى