
وفى الحالتين المواطن يعانى !!
إبر الحروف
عابد سيد احمد
وفى المشهد المركز الصحى الخاص بام بدة ممتلئ الى اخره بالمرضى
ومنظم الدخول يقول ويكرر عبارة غير مسموح بالجلوس لغيرهم
لنضطر نحن المرافقين للوقوف الطويل فى رحلة البحث عن العلاج لمرضانا
ونتيجة الفحص للكل تاتى مشتركة توجد حمى ضنك
وحمى الضنك كنت قد عايشت انتشارها مع بداية نزوحنا لبورتسودان عقب اندلاع الحرب فى الخرطوم وسقوط ودمدنى والتى تم احتوائها هناك سريعا
وبعد مقابلة الطبيب والفحص فى المركز بدانا معاناة البحث عن العلاج عقب طلب الممرض منا ان ناتيه بالمحاليل من الصيدليات خارج المركز والصيدليات بالخارج على قلتها وتباعدها وجدنا الاجابة عندها واحدة للاسف لا توجد لدينا فالكميات التى كانت متوفرة بها نفدت وسط تزايدالطلب
المهم بعد معاناة ووساطات هنا وهناك حصلنا من احدى الصيدليات على الجرعات
واتصلت بعدها بصديقنا وزير صحة الخرطوم د. فتح الرحمن للاستفسار عن اسباب انعدام المحاليل وعن المعاناة التى تتم فى الحصول على العلاج فلم يرد فاردفت اتصالى برساله صوتية والرسالة مشت ولا رد
وعرفت بعد ايام ان الوزير نفسه مريض بالداء فتواصلت مع الوزير الاتحادى د. هيثم محمد ابراهيم والذى لم ينكر تزايد الاصابة بالحمى فى الخرطوم والجزيرة
وقال ان هذا التزايد هو الذى استدعاهم لمناشدة المواطنين للمساهمة وتجفيف المياة وعمل كل عون ممكن للاحتواء
و ان حملة بالطاقة القصوى بحاجة الى (٣٩ ) مليون دولار وان المتاح لديهم لايتجاوز (٥) مليون دولار
اما عن المحاليل فقد نفى الوزير عدم توفرها وقال انه بعد
رواج الاشاعة زار الامدادات الطبية فوجد بها (٢٥٠) الف درب كما وجد فى زيارته لمخازن ولاية الخرطوم كميات كبيرة تم تحويلها لها وانه لم يكتف بذلك و قام بنفسه بجولة تفقدية لبنوك الدم ومخزون ادوية الطوارئ بالعاصمة الخرطوم رافقه خلالها مدير عام وزارة الصحة بالولاية بالانابة د احمد بشير و مدير خدمات نقل الدم د عصام حسن متفقدا لمخازن امدادات علاج الطوارىء خاصة المحاليل الوريدية و دربات البندول بمخزن الامدادات الرئيسي و مخازن العلاج المجاني بالولاية و بنوك الدم بكل من البنك المركزي في مستشفي الدايات و بنك مستشفي امدرمان و النو
و تاكد من الإمدادات الموجودة و بكميات مؤمنة للاسابيع القادمة من المحاليل و دربات البندول و الدم و مشتقاته من البلازما و الصفائح الدموية
و زار المرضي المنومين و اطلع علي معدل الحالات و تأكد من وصول الإمدادات الي العنابر والمستشفيات
وكان رده على عندما قلت له ان واقع الصيدليات يقول غير ذلك :ان هذه المحاليل و الدربات والدم و مشتقاته لا يتم صرفها للمرضي الا المنومين بالمستشفيات و بعض المراكز الصحية التي يتم الصرف عليها حصة من العلاج المجاني حسب البروتوكول العلاجي المعتمد لحمي الضنك وان المستشفيات بولاية الخرطوم بها وحدات مخصصة لعلاج حالات مرضى الضنك وتتلقى حصة من العلاج على نفقة الدولة(العلاج المجاني) وانه وجه الجهات المعنية مع تزايد الاصابات بتوفير المحاليل
بالصيدليات خلال ايام
والحقائق تقول ان الحالات المتزايدة فى الخرطوم والجزيرة بحاجة الى اهتمام اكبر من كل المستويات والى توجيه الموارد وتكثيف الجهود الحكومية للتصدى للداء الذى انهك الناس والذى لايخلو بيت من مرضاه والذى اثر حتى على الانتاج بتعطل المرضى ومرافقيهم عن العمل