مقالات

يا أهل الامارات… عيب والله

 نقطة سطر جديد

د. حيدر البدري

إن نسي حكام الإمارات فإننا لا ننسى.

فقد شهدت المنطقة تحولاً تاريخياً حاسماً في شتاء 1967-1968، عندما شهدت بريطانيا أزمة اقتصادية خانقة، وعمدت دول الخليج العربية الغنية إلى بيع العملة البريطانية التي كانت بحوزتها، ما أدى إلى انهيار الجنيه الإسترليني. وقررت حكومة هارولد ويلسون العمالية آنذاك، في سعيها لتوفير الأموال، إنهاء التزامات بريطانيا الاستعمارية الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط .

 

لم تكن لبريطانيا رسمياً أي مستعمرات في منطقة الخليج، ولكنها كانت القوة الأجنبية الاكثر تاثيرا في المنطقة.

و مع خروج البريطانيين من الخليج عام 1968 وبداية تأسيس اتحاد الإمارات، لعبت الخبرات السودانية دوراً محورياً في تأسيس الدولة الحديثة. وجاءت هذه المساهمة بناء على نصيحة السير لويس – المستشار السابق للحاكم العام للسودان – الذي أشار بالاستعانة بالسودانيين لبناء الدولة، نظراً لوراثتهم النظام الإنجليزي في الحكم والإدارة، ودراستهم في جامعات إنجلترا للأنظمة الحسابية والمالية والقانونية. كان السودانيون هم من وضع حجر الأساس للقوات المسلحة الإماراتية عبر البعثة العسكرية التي أرسلتها القوات المسلحة السودانية بقيادة القائد / عثمان الأحمر .

وفي مجال الإعلام المرئي والمسموع : أسس السودانيون التلفزيون الإماراتي بقيادة الإعلامي عبد الله الطاهر ، الذي عُيِّن مديراً للإعلام في إمارة أبوظبي، كما أسسوا راديو الإمارات وشبكة الأقمار الصناعية. أيضا أسس الإعلامي السوداني عبد الله الطاهر أول جريدة إماراتية وهي جريدة “الاتحاد”، ووضع السودانيون قوانين الإذاعة والتلفزيون والصحافة، وأدخلوا وحدة السينما المتجولة التي استخدمها الشيخ زايد في نشر خطاباته.

ليس هذا فحسب ففي التخطيط العمراني: كان كمال حمزة أول رئيس لبلدية دبي، والسني بانقا أول رئيس لبلدية أبوظبي. وكلاهما سودانيان.

وفي الأنظمة المالية : أسس السودانيون الأنظمة المالية والمحاسبية وجاءوا بالنظام المالي السوداني، وصاغوا وأداروا عقود البترول التي كانت تكتب بالإنجليزية.

بل ذهب السودانيون أبعد من ذلك بوضع الدستور والقوانين الاماراتية فالدستور الإماراتي الحالي تم اقتباسه من الدستور القطري الذي وضعه الدكتور حسن الترابي ، ثم جاء الترابي وقام بمراجعته وتنقيحه بشكله النهائي.

لم يقتصر العطاء السوداني على المجالات الفنية والإدارية، بل امتد إلى الدعم السياسي الذي كان له دور محوري في الاعتراف الدولي بدولة الإمارات إذ كان السودان أول دولة في العالم تعترف بدولة الإمارات بعد استقلالها سنة 1971 . وكان الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري أول رئيس دولة يزور الإمارات بعد استقلالها.

وللتذكير كانت أول زيارة خارجية لرئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد الاستقلال كانت للخرطوم في 20 فبراير 1972.

تمتع السودانيون بـمهارات وكفاءات مهنية عالية في مجالات متعددة، مثل الطب، والتعليم، والهندسة، والخدمات المصرفية، والزراعة. وقد ساعدت هذه المهارات على تحقيق اندماج مهني سريع في سوق العمل الإماراتي، مما عزز من وجودهم كعنصر فعال في الاقتصاد الإماراتي .

واليوم…

ابناء الشيخ زايد. يقتلون السودانيين.

فأف لكم من قوم.

وعيب عليكم والله.

شاهت الوجوه.

نقطة سطر جديد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى