الأعمدةتحبير

آثار السيول والفيضانات

تحبير
د.خالد أحمد الحاج

  • من أوجب واجبات الصحافة القيام بدورها تجاه المجتمع الذي تصدر فيه، ومن باب المسئولية ألا تغفل عن الكوارث التي تقع ويتأثر بها الشعب في أي بقعة من البقاع، من هذا المنطلق سيكون اهتمامي منصبا حول السيول التي اجتاحت ولاية نهر النيل مؤخرا، ونجمت عن ذلك خسائر فادحة، بتدمير ما يزيد عن ألفي منزل تدميرا كاملا، بجانب المنازل التي تدمرت تدميرا شبه كامل.
  • ما بين الحسرة والألم أكتب عما آلت إليه أوضاع المواطنين بالمناطق التي طالتها السيول، وأضحت في لحظات أثرا بعد عين.
  • لفت الانتباه لمثل هذه الكوارث واحدة الأدوار التي تضطلع بها الصحافة، كل ما أتمناه أن تصل الرسالة إلى المسئولين بالسرعة المطلوبة، عسى ولعل أن يتبع ذلك تحرك متوافق وحجم الضرر الذي لحق بمواطن نهر النيل، وأن يساهم في توفيق أوضاع المتأثرين بالسيول.
  • لتكن البداية بتهيئة مساكن مؤقتة للمتضررين، وإن كانت الظروف التي تمر بها ولاية نهر النيل معلومة بالنسبة لنا، لتكن المعالجة بتوفير ما يلزم، لتمنع الحكومة عن المتأثرين بالسيول قدر الإمكان قسوة الظرف الذي يمرون به.
  • بذات القدر تضررت بعض المناطق بولاية كسلا جراء السيول التي اجتاحتها قبل عدة أسابيع من الآن، ولا يخفى علينا هيجان نهر القاش، وتحديه لكل الترتيبات والتجهيزات التي تقوم بها الجهات المختصة.
  • بذات القدر الذي جعلني متألما لما ترتب على هذه الفيضانات من آثار على المواطنين، كونهم أصبحوا في العراء، وليس لهم سوى افتراش الأرض، والتحاف السماء!! أقول إن السكن في مجاري السيل، وبالقرب من مجاري الأنهار في حد ذاته مجازفة، وخطر يهدد حياة الأفراد وممتلكاتهم.
  • ربما كان هناك معوق لا نعلمه، حال دون أن تصل الرسالة للمعنيين في وقتها بالضبط، وربما كانوا بحاجة إلى مساندة ودعم من جهات الاختصاص بشكل آخر، ليتوجهوا إلى الأماكن التي خصصت لهم، بدلا عن تلك التي كانوا قاطنيها.
  • بيد أنني أعيب على المحليات ووزارات التخطيط العمراني البطء في إعداد الخطط السكنية، وعدم توفير كافة الخدمات للمناطق التي يتم إعدادها، بجانب البطء في المتابعة بصورة عامة، ما يجعل البعض مضطرا للبقاء في منطقته الأولى، وهو على علم تام بخطورة ذلك.. لكن ليس (باليد حيلة).
  • إن أدت الجهات ذات الصلة دورها على الوجه الأكمل، وفي أسرع وقت ممكن، لكان بالمقدور حصر السيول والفيضانات في مناطق خالية من السكان، وهي بذلك تكون قد ساهمت في التنمية التي أساسها الإنسان، وحاصرت الدوائر التي طالتها السيول والفيضانات، فما الذي حال دون أن تنفذ الخرائط الموجهة للمدن؟
  • وفي ذلك ما فيه من إظهار لقدرات المهندسين المدنيين في رسم ملامح المدن والأرياف السودانية بالصورة التي تليق ببلد عريق كالسودان، صاحب موروث ضخم من القيم والمبادئ، ما الذي يمنع من القيام بمثل هذه الخطوة ؟
  • حاجة المتضررين من السيول والفيضانات إلى الغذاء والكساء وسبل الإيواء تتطلب التحرك العاجل، ولابد من تحرك رسمي وشعبي لتلافي آثار السيول التي وضعت المواطنين في موقف لا يحسدون عليه، ليس على مستوى ولاية نهر النيل وحدها، بل على مستوى البلاد كافة
  • وحسب الإحصاءات والرصد والمتابعة، فإن شهر أغسطس (آب) الحالي متوقعة فيه نسب أمطار فوق المعدل، ما يتطلب التحوط اللازم، علاوة على متغيرات المناخ، والمتغيرات التي حدثت نتيجة لفعل السكان أنفسهم على مستوى السودان والمنطقة، إن كان ذلك بتشييد السدود، أو بإهمال الخزانات، وفي العادة يقع الفيضان عندما تتجاوز نسبة المياه حد وسعة الأنهار، أو نتيجة للتفاوت في معدل الأمطار السنوي.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى