مقالات

أنكم لن تنتصروا…بغير..هذا !!

وقل اعملوا

د/ عبدالله جماع

 

اولا ان نصر المسلم علي عدوه نتيجته محسومة من فوق سبعة سماوات( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم). ولكن هذا النصر مرهون بشروط واضحة ودقيقة لا تقبل التجزئة او التبعيض. اهمها واولها واخرها ، هو نصرة المولي عز وجل. وذلك بحيث لايراك الا فيما يحب ويرضي، كما والا يجدنك فيما نهاك عنه مطلقا. ثم من بعد ذلك لك ان تتخذ من الاسباب المادية المشروعة من غير تفاصيل او حدود ، طالما كلها في مرضاته تعالي، متوكلا عليه مسلما ناصيتك له من غير شكوك او ظنون في نصره تعالي لك . و كما ان للنصر اسباب ، هناك للفشل والهزيمة ايضا اسباب. اما اسباب الفشل فهي نفسها اسباب النصر. فحينما لا تأخذ بها ولا تجعلها لك منهجا وقدوة ستقع حتما في الفشل والانكسار.وتكون بذلك تمثلت بكل اسباب ومسببات الفشل والهزيمة. و في الحروب تحديدا هناك عامل اساسي اخر من ضمن العوامل المادية انفة الذكر بحيث اهميته تضاهي اعداد الجيوش وتسليحها. الا وهو تماسك الجبهة الداخلية، ولاهميته امرنا المولي عز وجل ان نكون كتلة واحدة متماسكين في كل الاوقات حتي اثناء الحرب ونحن في الميدان . بحيث نقاتل في سبيله صفا واحدا كالبنيان المرصوص. اذ ان القتال والظهر مكشوف بسبب عدم تماسك الجبهة الداخلية و تعتبر هي اكبر ثغرة يمكن ان يلج من خلالها العدو. وذلك قطعا سيقود لاضعاف القتال في الميدان ومن ثم خلخلة المجتمع وتماسكه. وايما قائد لا يضع هذا الشرط نصب عينيه ، فلا يلومنّ الا نفسه. فهاهو صلاح الدين الايوبي كان يجلس في احدي حلقات العلم فبلغه ان هناك احد النصاري قد اهان امرأة مسلمة في الشام ، فأل علي نفسه من وقتها انه يجب عليه الانتصار لها ولو بعد حين، فبدأ بتحريم الضحك علي نفسه بداية كشرط يظهر فيه توطين الجدية بداخله و لمدة عشرة اعوام متتالية وهو يفكر في الاستعداد الي كيفية الاخذ لها بثأرها. ولما حان وقت تحرك جيوش المسلمين لملاقاة العدو. دعا اليه رئيس شرطة المدينة وطلب منه ان ينادي في الناس بالا يغلق احدهم متجره او مسكنة و لمدة ثلاثة ايام سويا من غير معرفة الاسباب من وراء ذلك. وبعد انقضاء المدة المطلوبة ، نادي مدير الشرطة وسأله كم حادثة سرقة او تعدي قد وقعت علي المواطنين خلال هذه الايام ولياليها المنصرمة . فأجابه لم تقع او تحدث ولا حادثة واحدة طيلة كل هذه الثلاثة ايام التي مضت. فحمد الله واثني عليه. وقال قولته المشهورة والله لو وقعت حادثة واحدة لاجلت الحرب عشرة اعوام اخري. والان تأكد لي ان الجبهة الداخلية متماسكة ويجب علينا ان نمضي قدما في حربنا ولا نبالي وقد كان. فهذا تأكيد لاهمية وضرورة الاستوثاق لمعرفة حال الجبهة الداخلية ومدي تماسكها وذلك قبل الدخول في الحروب. ونحن الان نخوض حرب الكرامة ، ولله الحمد والشكر بأن قواتنا المسلحة قد دحرت المليشيا في معظم ميادين القتال وقد اجبرتها علي الفرار من كثير من المدن والقري والاعيان. الا انه لقد اصبحت ظاهرة المتعاونين والمندسين وسط المواطنين تشكل خطرا عظيما وبلاءًا محدقا يهدد كل سبل الاستقرار وامن الوطن والمواطن. حيث طردت المليشيا بزيها العسكري وجاء هؤلاء المتعاونين بزيهم المدني و في صور شتي فاصبحوا يشكلون خطرا كبيرا وهاجسا مستداما علي حياة المواطن. وهناك من المليشيا من انضم الي قوات المستنفرين واصبح جزءا منها ولكنه يعمل لصالح المليشيا . فانتشرت الشكاوي من افعالهم الضارة. وهذا ما اكده اهالي الكلاكلات لاناس يعرفونهم باسمائهم وصفاتهم حيث كانوا جنودا بالمليشيا والمتعاونين والان صاروا جنودا مع المستنفرين. وتكررت هذه الشكاوي في الجزيرة وربك وشمال النيل الابيض وغيرها من المناطق والولايات. ولم تسقط النهود ومدني وقبل ذلك هوجمت مروي الا بمساعدة شرزمة المتعاونين. او قل ( الطابور الخامس ) ولازال الحبل علي الجرار . صحيح ان غالبية الشعب السوداني مساندا وداعما للجيش سوي حفنة ضئيلة تكاد لاتذكر هم ضد رغبات جموع الشعب السوداني . ولكن هذه الكثرة ينبغي ان تنتظم في برنامج واحد لتحجيم دور هؤلاء المتعاونين او الطابور الخامس، حتي لايفسدوا للشعب فرحته بهزيمة المليشيا ولايسرقوا منه كحل عينه بعودتهم لدياره ، وهذا يقودنا لمدي اهمية وضرورة تماسك الجبهة الداخلية. واثرها في الانتصار علي الاعداء. وحتي لايلدغ الشعب من الجحر مرتين ينبغي تصميم برنامج دقيق ومحكم قانونا وعرفا لسد ثغرة هؤلاء الخونة قبل ان تقع الفاس علي الرأس..لاسيما بعد انتقال الحرب الي فصول اكثر دقة ومأسوية وذلك بدخول المسيرات لضرب المرافق الحيوية المدنية الامنة . كما وانه فان تماسك الجبهة الداخلية ليس قاصر علي هذا وحسب، وانما ينبغي ان يشمل تماسك اقوال وتصريحات المسئولين انفسهم، فتعارض الاقوال والتشاكس هنا وهناك فيما بينهما كما يبدو لنا احيانا فبلا ادني شك انه مجلبة للفشل والهزيمة . فاما النصر فشروطه ووسائله حددت لنا من فوق سبع سموات…فما علينا سوي التمسك بها وبحذافيرها والا ( لا نصر لنا من غيرها).!! وكفي الله البلاد والعباد شر الاوغاد. وطهر الله مجتمعنا من الطابور الخامس. وجعلنا جبهة داخلية عريضة نشطة متماسكة..تأخذ بالاسباب، ولا تلوذ بالصمت او النواح..

01125315079

JAMma1900@hotmail.com

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى