إسبوع تمام .. الى راني حسن في عليائه .. ينقصُ الكون برحيل الطيبين .. بقلم : عبد الكريم محمد فرح
وكيف سنوقف حزن الحقول
إذا غافلتنا بدعوته لإفتتاح الربيع
وكيف سنوقف حزن المآذن
حين تنادي صباحاً عليه .. ولا يستجيب ..
راني وهل بقي في العمر أيام لنحزن عليك ؟! وهل سندرك يقيناً مع الأيام أنك أصبحت ذكرى .. وهل يجب أن نحزنَ كل عامٍ عندما تأتي ونترحم عليك .. لا أظن أن في عمري متسع لذلك .. المرحوم راني كلمة تُمثلُ في مجملها ألم تلو آخر بل هي خنجر .. سهمٌ يخترقني من اليسار الى اليمين ﻻ أحاول انتزاعها من أشلائي ، يتجاوب صداها في نفسي وروحي .. فأعيد ترتيل حروفها بإيقاع مختلف فتصبح الفقيد راني لكنها تبقى حادة … قاتلة ..
رحل البشوش الطيّب فالأرض التي قُبرتَ بها لن تبوء اﻻ بوزر نواياك، فالنرجس ينحني لكنه ﻻ ينكسر وتموت أوراقه لكنها تنبعث في مواسم المطر جديدة فتية تشتهي الحياة.. فقد كنت ضاحكاً انيقاً تُحب الحياة والمرح والاصدقاء ..
كنت تُمثل ما قِيل في لو أعيش زول ليهو قيمة اسعد الناس بوجودي .. فأنت دار لكل لاجئ وكنت للأطفال حكاية .. لله درك يا راني .. فما زلتُ أتذكر حادثة طريفة في أحد الصباحات الباكرة عندما تقابلنا في شارع الحوادث شربتُ كوباً من القهوة أوقفتني ياخ انا عازمك كسرة وملاح تشرب قهوة وجاءت عشة تحمل صحن كسرة وملاح .. أكلنا وضحكنا وشربنا القهوة والتقطنا صورا وسمينا الجلسة .. (الإلتحام مع الجماهير) ..
يا حبيب لماذا جعلت ذكرياتنا معك عصية على النسيان كي تخلدك صفحاتنا وقلوبنا قبل ألسنتنا .. حين سمعتُ خبر رحيلك كان يوماً عسيراً كابدتُ فيه من البكاء والتسطيل والنوم في غرفة ما فتئت أن تحمل احلامي واحزاني ..
وفي المساء .. عند عودتي للمنزل أدركت ما حدث لي .. بكيتُ كثيراً .. فبعض من العشق يذهب الذهن ..
راني .. يا صديق الخير وسمير التبرعات .. عرفتكُ في بقعةٍ نبيلةٍ طاهرةٍ كنت تُعطي بلا مقابل وتهبُ دون إنتظار متجرداً من المادة .. جلسنا كثيراً إشتبكنا وتشاجرنا مراراً كُنت الأنقى دائماً بل كنتُ أفضلنا أطيبنا وأجملنا .. أعلم يقيناً أنك في مكان أرحب وجنة عند مليك مقتدر .. فالرحيل بيوم الجمعة وكفارةُ المرضِ تعني الكثير .. وأنت كثير من كل شئ .. لم اتوقع يوماً أن أنعيك بكلمات لا تليق بمقامك وأبكي دموعاً لا تفي قدرك ولا صِدق إحساسك .. فعهدي بك أنك قصة ما بتعرف نهاية .. ?
ستفقدك ارتالُ المحتاجين والجوعى .. مرضى الأطفال .. جعفر بن عوف .. إفطار الصائم .. فرحة العيد .. الإصلاحية .. مجتمع صدقات .. شارع الحوادث وكل الشوارع ..وغيرهم .. إعلم يا رفيق المحبة ستفقدك عيوننا وقُلوبنا وسندعو لك بمحبة الى أن نجتمع بك في أعلى الجنان ..
عليك شآبيبب الرحمة والمغفرة بقدر ما قدمت من خيرٍ وعطاءٍ لا محدود .. ولنا الصبر والسلوان ..