إليهم في فجوات التاريخ
كتب محمد حامد جمعة نوار
لكل الرجال الذين كأنوا بأعيننا مثل مراشد الهداية . تلطفوا بنا في العسرات وحرصوا علينا . أتيناهم بطوعنا و (تمام كيفنا) الى عوام ضباط الصف والجنود الذين قاسمناهم الخنادق والفرشات و(النمر) والتمر ومغمور الماء ببعض الدقيق . تعلمنا منهم ان الوطنية ليست إدعاء وان الجسارة طبع فيهم . في عيد الجيش أذكرهم بكل الإمتنان وعظيم الوفاء وغامر مشاعر الاخاء الذي لم تخالطه مصلحة وقتها ولم تفارقه بعدها موجبات التواصل في الله والوطن
الى عمنا (حارن) المعلم الشهير بمعسكر المرخيات . صوته الضاج المخشن بالعبارات الزواجر او الملح والنوادر . الى (حميدة) الذي كنا نعتبره بغيض (التمامات) حتى علمنا انه كان يعد عزائمنا ليالي مظلمات ونهارات من السعير .
الى عمنا الهادي عريف السرية الطبية . الرجل الذي يتدفق ابوة وحكمة . هو الحكيم الذي لم يؤدي قسم (أبقراط) لكنه ظل كالنحلة والرصاص يتخير النحور . فما فارقه ذاك الهدوء الذي يظنك ان الرجل يسعي بين الناس في ظهيرة عرس .
الى الرقيب الشهيد (رهود) بذاك السمار الابنوسي واللحية التقية المسقية بماء الوضوء في كل الاوقات . والذي غرس في كل شبر بالبلاد مصلى وفج مهوى ركعة ودفق قطرات دم حتى اتم عهده في النيل الازرق . كان يعلم صغار الضباط ما فاتهم من صناعة الرجال ويجمر الجند بفقه العزائم .
الى عثمان عيسي العريف من (المقينص) بإناقته الصارمة . منتظم نظيف حتى في تلتلة الوحل والدخان (مكواه سيف) وحذائه لامع و(القيطان) عنده كأنما يغمس في دمع العذارى . الى حماد برام . سليل العطاوة الذي من فرط حماسته لم يعثر له احد على جثة او بقايا اثر تلاشى كجعفر الطيار . وان اضلته موثقات السير . لهم ولالف غيرهم . ما نسيت اسما منهم ولكن تراص المساحات لا يتسع . لهم وهم في فجوات التاريخ السلام الرفيع العظيم . جزاكم الله عن وطنكم وعنا خير الجزاء . بكم سيكفل الله لهذه البلاد مسارات النور والفرج . اخفياء اخفياء وان وردتم في إشارة ورسم موقف لمعاملات التسويات ..طبتم وطاب مرقد من ذهب منكم ولم يخذل وادام الله عافية الخير على من انتهى الى جانب الحياة والطريق وقد صدق ووفي . لكم الحب والورد والباقيات الصالحات في اثر الدعاء