التعصب العاطفي .. من عبقريات الناظر ترك
تأملات
جمال عنقرة
“التعصب العاطفي” وصف أطلقه الناظر ترك علي حالة الرفض المطلق عند السودانيين لبعض الأشياء بدون مبررات واضحة، وكان ذلك في جلسة استثنائية في حضرة وزير الخارجية الشريف الدكتور علي يوسف، تعليقا علي مواقف البعض الرافضة للمبادرة التركية للتوسط بيننا ودولة الإمارات العربية المتحدة لوقف الحرب التي فضت علي الأخضر واليابس.
وكما هو معلوم فإن الناظر ترك هو المقاتل الأول في الصف الوطني مع القوات المسلحة في معركة الكرامة، ولا يستطيع احد أن يزايد عليه في ذلك، فهو اول واقوي واشرس من تصدي لقحت والاطاري والرباعية، وكل تحالفات الاستلاب والاستعمار الجديد، ولن نجانب الحقيقة لو قلنا انه كان السبب الرئيس في أضعاف واسقاط حكومة كمدوك، ولكنه انسان واقعي وموضوعي، وينظر إلى الكليات ولا تشغله الصغائر، ولذلك قال نحن قاتلنا بكرامة واذا أتت فرصة لوقف الحرب بكرامة يجب الا نضيعها. وما ذهب لن يعود، فلنحافظ علي ما تبقي قبل أن نفقد كل شئ، وهو يري أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رجل محل ثقة، ولن يأتي الشر من باب فتحه، لذلك يجب أن نتعامل مع مبادرته بإيجابية، ويري أيضا أن الرابط بين الإمارات والدعم السريع هو مصالح وجدت الإمارات بعضها عندهم، ووعدوها بالبعض الآخر، ولن تتمسك بهم إلى الأبد اذا وجدت طريقا امنا ومشروعا لتحقيق مصالح مشروعة، ولن يخسر السودان، بل يكسب اذا عمل بمبدأ تبادل المنافع مع الإمارات أو مع غيرها، وزاد الناظر ترك علي ذلك، أن اي تفاهم مع الإمارات يوقف دعمهم للمليشيا يعني النهاية الحتمية والعاجلة للمليشيا، ولا أعتقد أن هناك شخص عاقل لا يسعي لنهاية المليشيا.
وذكرني حديث الناظر ترك امس في مكتب السيد وزير الخارجية، جلسة كانت في بدايات هذا العام في المجلس المصري للشؤون الخارجية رتبتها للناظر ترك مع السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس الذي كان يجري مشاورات مع القوي المدنية السودانية تمهيدا لحوار سوداني سوداني تقود مبادرته مصر، فلما سأل السفير حليمة الناظر ترك عن موقفه من مشاركة تقدم في الحوار السوداني السوداني، قال له الناظر لا أقول مشاركتهم ممكنة، بل مطلوبة، وما دام الحوار سوداني سوداني لا بد أن يشارك فيه كل اهل السودان، وما دام هو حوار يجب أن يشارك فيه المختلفون من أجل أن يصلوا إلى نقاط اتفاق أو تلاق،
ومثلما قال السفير حليمة بعد ذاك اللقاء انه سعد سعادة بالغة بلقاء الناظر ترك، كذلك قال الوزير الشريف علي يوسف أن سعادته بلقاء الناظر لا تحدها حدود، وكانت سعادتي باللقاءين اكبر، وهي سعادة بالناظر ومعه ظلت تتجدد علي الدوام منذ العام ١٩٩٨م عندما شارك في الوفد الشعبي الذي نظمته بقيادة العبقري الشامل النمر الدكتور عبد الله سليمان العوض، وضم مائة من نجوم السودان في كل المجالات كسرنا به الحصار الجوي الظالم الذي كان مفروضا علي ليبيا، واذكر من اعضاء ذاك الوفد السيد إدريس البنا والشاعر سيف الدسوقي، والسيد عبد الله زكريا، والبروف إبراهيم غندور. وبرف عوض السيد الكرسني، والراحلة ليلي المغربي، والشاعر محمد يوسف موسي والشاعرة روضة الحاج، وآخرين كثر.