
“الجد و الحبوبة”
ضل الضحي
بقلم :حسن عبدالفتاح الركابي
الحبوبة كانت ولاتزال شخصية محورية في تربية الأجيال في الأسر السودانية، ولكن دورها شهد تحولات كبيرة عبر الازمان.
كانت الحبوبة بمثابة الأم الثانية، تتولي رعاية الاطفال، خاصة في حالة غياب الأم العاملة أو انشغالها بمسؤوليات أخري
تعلمهم القيم والأخلاق والعادات والتقاليد السودانية الأصيلة.
وكانت الحبوبة مستودعا للقصص والحكايات الشعبية
والأمثال والأغاني التراثية،
تنقلها للأجيال الشابة مما يساهم في الحفاظ علي الهوية الثقافية. و تلعب الحبوبة دور المستشار في الأسرة، حيث يلجأ اليها الأبناء والأحفاد لطلب النصيحة والمشورة في مختلف جوانب الحياة وكانت تتمتع بحكمة
وخبرة اكتسبتها من تجاربها
في الحياة وكانت تعمل علي حل النزاعات والخلافات داخل
الأسرة وخارجها وتسعى جاهدة للحفاظ علي الروابط الاجتماعية
و توفر الدعم النفسي والعاطفي للأطفال والشباب، و تشعرهم بالأمان والاستقرار.
اذن السؤال المحوري كيف تراجع دورالحبوبة؟ تراجع بعد خروج المرأة للعمل الوظيفي الحكومي والخاص، ثم الانتقال الي المدن، وتغير نمط الحياة كل ذلك أدي الي انشغال الأمهات وتقليل الاعتماد علي الحبوبة في تربية الأبناء اصبح الاباء والأمهات أكثر اعتمادا علي المدارس والمؤسسات التعليمية في تربية الأبناء، مما قلل من دورالحبوبة كمصدر للمعرفة، ثم تاثر دور الحبوبة بالثقافات الخارجية، ادت العولمة والانفتاح علي الثقافات الأخري الي تغيير القيم الأولويات واستبدالها بالحاضنة (الدادة) ونتج من ذلك تغير في العلاقات الأسرية واصبحت أكثر فردية واستقلالية، مما قلل من الترابط بين الأجيال وبالرغم من تراجع دور الحبوبة بشكل عام، الا أنها لا تزال تحظي بمكانة خاصة في قلوب الكثير من السودانين
يحرصون علي وجود الحبوبة
في المنزل والاستفادة من
خبرتها وحكمتها ولابد من محاولات لاعادة احياء دور الحبوبة في التربية
من خلال تشجيع التواصل
بين الأجيال وتنظيم فعاليات
ثقافية تجمع بين الحبوبات
والأحفاد.