
الحرية والوعي الانساني
ضل الضحي
“” “” “” “” ”
بقلم /حسن عبدالفتاح الركابي
تعد الحرية حقا أصيلا من حقوق الانسان، وهي جوهر ممارسته لحياته دون قيود أو
ضغوط خارجية. يرتبط هذا
المفهوم ارتباطا وثيقا بالوعي
الانساني، الذي يمكن الفرد من
ادراك ذاته وعالمه، وبالتالي
اتخاذ قراراته بحرية ومسؤولية.
الحرية ليست مجرد غياب القيود، بل هي القدرة علي التصرف والاختيار بناء علي
ارادة الفرد ووعيه. تتجلي
الحرية في عدة ابعاد:
منها الحرية الشخصية: وتعني
الحق في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة الخاصة للفرد
، مثل حرية المعتقد والتعبير عن الرأي، وحرية اختيار نمط
الحياة والعلاقات الشخصية.
هذا يشمل الحق في الشعور
بالأمان والحماية من اي تدخل
غير مبرر في خصوصيته.
كذلك الحرية المدنية والسياسية: والتي تشمل الحق
في المشاركة في الحياة العامة، مثل حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات والأحزاب، وحق التصويت والترشح للمناصب
العامة. هذه الحريات تضمن
للفرد أن يكون له صوت في
ادارة شؤون مجتمعه.
ولا ننسي الحرية الاقتصادية:
تتعلق بحق الفرد في ممارسة
الأنشطة الاقتصادية بحرية،
مثل حق العمل، وحق التملك،
وحق ممارسة التجارة. هذه
الحرية تمكن الفرد من تحقيق
استقلاله المادي، مما ينعكس
ايجابا علي قدرته علي اتخاذ
قراراته بحرية.
ولابد ان ان يكون تحرر من الضغوط المحيطة: يعني هذا
الجانب التخلص من اي تأثيرات سلبية خارجية تقيد
قدرة الفرد علي ممارسة حياته
بشكل طبيعي.
يمكن ان تكون هذه الضغوط
اجتماعية (مثل الأعراف والتقاليد المقيدة) أو نفسية
(مثل الخوف والقلق) أو مادية
(مثل الفقر والحرمان) تحقيق
هذه الحرية يتطلب بيئة داعمة تحترم كرامة الفرد
وتوفر له الفرص.
الوعي هو حالة ادراك الذات
والمحيط، وهو اساس ممارسة
الحرية. يمكن تقسيم الوعي الي مستويات وانواع مختلفة.
منها الوعي الذاتي: هو ادراك
الفرد لذاته ككائن مستقل له
مشاعره وأفكاره وقيمه.
هذا الوعي يمكن من فهم دوافعه وسلوكياته، وبالتالي
العمل علي تطوير ذاته، قد يكون الفرد عرضة للتقليد
الأعمي أو التأثر بالاخرين
دون تفكير.
كذلك لابد من الوعي الاجتماعي: هو ادراك الفرد لدوره في المجتمع وتأثير
افعاله علي الاخرين.
يتضمن هذا الوعي فهم الأعراف والقيم الاجتماعية،
والتعاطف مع الاخرين، والقدرة علي التفاعل معهم
بشكل ايجابي.
الوعي الاجتماعي ضروري لبناء مجتمعات سليمة تعزز
حرية الفرد وتحترم حقوقه.
وذلك دون جهل للوعي النقدي: هو القدرة علي تحليل
المعلومات والأفكار وتقيمها
بشكل مستقل، وعدم قبولها
دون تمحيص. يمكن الوعي
النقدي الفرد من التمييز بين
الحقيقة والزيف، ومقاومة
التضليل، واتخاذ قرارات مبنية
علي أسس سليمة.
هذا الوعي اساسي لممارسة
الحرية في التفكير والتعبير.
وتجي ايضا أهمية الوعي بالمحيط: يشمل ادراك الفرد
للبيئة المحيطة به، سواء
كانت طبيعية او ثقافية او
سياسية. هذا الوعي يساعد
الفرد علي فهم التحديات والفرص المتاحة له، ويمكنه
من التكيف مع المتغيرات
واتخاذ الاجراءات اللازمة
للحفاظ علي حقوقه وحرياته.
ولابد ان نوضح العلاقة بين
الحرية والوعي،،، تعتبر الحرية
والوعي وجهين لعملة واحدة،
فالوعي يمكن الفرد من ادراك
حقه في الحرية وممارستها
بمسؤولية، بينما توفر الحرية
البيئة اللازمة لتطوير الوعي.
ولا يمكن للفرد أن يكون حرا
حقا اذا لم يكن واعيا بحقوقه
وامكانياته. الوعي يمكنه من
تحدي القيود، والمطالبة بحقوقه، واختيار طريقه الخاص.
المسؤولية والوعي:
الحرية الحقيقية لا تعني الفوضي، بل تتطلب المسؤولية. الوعي يمكن الفرد
من ادراك عواقب أفعاله، وبالتالي ممارسة حريته بطريقة تفيد نفسه ومجتمعه.
لا شك يمثل السعي لتحقيق
الحرية للانسان هدفا أساسيا،
ولا يمكن تحقيق هذا الهدف
دون تنمية الوعي لديه من
كافة ابعاده. عندما يكون الانسان واعيا بحقوقه ومسؤولياته وبمحيطه، يصبح
قادرا علي ممارسة حياته بلا
ضغوط وبناء مستقبل أفضل
لنفسه ولمجتمعه.