مقالات

السودانيين أمة لا تعرف الشكوى الذليلة و البكاء …

ضل الغيمة 

كتب : الفاتح بهلول 

 

اشعلوا حربهم علينا بعد أن اعدوا لها بواسطة كل متردي إرتزاق ، ونطيح عمالة، جلبوا لها الثنائيات و الراجمات و الصراصر و الصواريخ ، دمروا مشافينا و موارد شربنا و محطات كهربائنا، جلبوا المرتزقة من ليبيا و تشاد و كوبا ، دفنوا اهلنا أحياء و المارد الاسمر لم يهتز ، حتى صغيرنا لن تجزعه أصوات المدافع و الرصاص، فيخرج يلهو و يلعب مع اقرانه لأنه يعلم يقيناً انه من سلالة نفرٍ من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا ، سرقوا تاريخنا و لا تاريخ لهم قديم كان ام حديث ، مدوا ايديهم لحضارتنا الممتدة لملايين السنين و عمر حضارتهم لم يبلغ تبلغ الخمسين عام ، ظنوا أنهم سرقوا احلامنا و أمالنا فإننا لا حلم لدينا سوى النصر وحتماً سيتحقق ، فنحن أمة لن ترضى بغيره بديلا، فرضوا حصارهم المحكم على فاشرنا ارض دينار .. و اب صفيتة … و نهار .. و عالم عباس فصمدت كجبال ميدوب فصارت مقبرة لجنجويدهم، لأن صدى الخليل وهو يتغنى بالشرف الباذخ و التي تمثل ايقونة نضال خالد يتردد عليهم في كل لحظة و حين وهي تقول ؟

نحن نطارد العنزة الفاردة

نحن نزود مشارع النيل

نحن برانا نحمي حمانا

نحن نموت ويحيا النيل

ما بنندس ما بنتوصي

نحن الطينة ومطر العينة

نحن الوادي برقه يشيل ..

هاجموا مدننا الآمنة بمسيراتهم فأضاءت السنة اللهب لنا طريق الوحدة ،

شككوا في الحارس مالنا و دمنا فما زادنا ذلك إلا إلتفافاً حوله ، لأننا نعلم يقيناً أن القوات المسلحة مدرسة للفكر و الثقافة خرج من رحمها الصاغ محمود أبوبكر .. و عوض احمد خليفة .. و صاحب الالحان العبقرية عمر الشاعر ، ومحمد علي عبد المجيد و الموسيقار العالمي احمد مرجان ، لم يتذكر هؤلاء أن الجيش السوداني مصنعاً للفرسان قادتهم نهلوا من فيضه الدفاق حينما تكفل بتدريبهم و تأهيلهم بيد أنهم وجهوا فوهة مدفعهم عليه حينما إشتد عودهم، من الذي خدعهم أن تدمير المنشأت الحيوية سيركع لهم هذه الأمة ؟ فالسودانيين شعب يأبى الضيم شامخاً كشموخ نخلات شماله عصي على الظلم كجبال مره و التاكا، متمرد على البغاة كشجر الحراز في تمرده على موسم الامطار ، مقاوم لنوائب الدهر كإبل البطانة و دارفور ،شعب قال فيه شاعرهم ؟

حتماً نعود

للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود

ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود

تزغرد الجارات

والأطفال ترقص والصغار

والنخل والصفصاف

والسيال زاهية الثمار

وسنابل القمح المنور في الحقول وفي الديار

لا لن نحيد عن الكفاح

لا لن احيد ..

قطعاً أمة كهذه لن تهزم حتى ولو احيلت مدنها إلى رماد ، فهي التي حمل مريخها و هلالها حامد بريمة على الاعناق وهي تهتف سجل سجل يا تاريخ كأس أفريقيا للمريخ هذه هي أمة السودان ايها العُربان ، فإنها تتوكل على الله وأنتم تتوكلون على اللاهوت ، تؤمن بالوحدة وتؤمنون بالتجزئة، مدت اياديها لكم بيضاء فمديتم ايادكم لها وهي ملطخة بالدماء ، حتما سينهض المارد من بين الركام ليبني مجداً مكتوب له الخلود . مجد أمة لا تعرف الشكوى الزليلة و البكاء ..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى