مقالات

الشباب.. حصن الوطن المنيع

مسارات الوطن
بقلم :إخلاص عوض يسن

ekhlasawed@gmail.com

يُعتبر الشباب العمود الفقري لأي أمة وقوتها الدافعة نحو التنمية الشاملة. فهم أساس نهضة المجتمعات، يمتلكون الطاقة المتقدة، والأفكار الإبداعية، والقدرة على التغيير. إن الاستثمار في هذه الفئة يُعد ضرورة إستراتيجية لتحقيق مستقبل مستدام. فبدلاً من أن تظل طاقات الشباب كامنة أو مهدرة، يجب توجيهها إلى مسارات بناءة تخدم المجتمع، وتعزز الإنتاج، وتقود التغيير الإيجابي في مختلف المجالات.
في الوقت الذي يشهد فيه السودان تحديات جسيمة، يبرز الشباب اليوم كخط الدفاع الأول خلف قواتنا المسلحة، متسلحين بالوطنية والإيمان بالقضية العادلة، للدفاع عن العرض والأرض ضد مليشيا غاشمة لا ترحم. هذه الروح الوطنية تُمثل دليلاً على أن الشباب هم الدرع الواقي والمستقبل الواعد للوطن. لكن في خضم هذا الالتزام البطولي، لا بد من الانتباه إلى استغلال المليشيا لقدرات شريحة من الشباب بدافع التضليل والإغراء المادي. هذا الاستغلال يُظهر أهمية التعامل مع الظاهرة بجدية والعمل على بناء برامج ومبادرات تستقطب الشباب نحو المسارات الصحيحة.
مسارات توجيه الشباب نحو البناء والتنمية:
1. البرامج التعليمية والتدريبية: توفير فرص تعليمية متقدمة وبرامج تدريبية تركز على المهارات الفنية والمهنية لتأهيلهم لسوق العمل.
2. المشاركة في العمل الطوعي والمجتمعي: إشراك الشباب في مشاريع تنموية ومبادرات تطوعية تغرس فيهم روح القيادة وخدمة المجتمع.
3. إطلاق مشاريع ريادية: تشجيع الابتكار ودعم ريادة الأعمال عبر توفير التمويل والحاضنات.
4. تعزيز الانتماء الوطني: تنظيم حملات توعوية لتعميق الشعور بالوطنية ومواجهة أفكار العنف والتطرف.
إن الشباب السوداني ليسوا فقط حماة الوطن على الجبهات، بل هم أيضاً صانعو السلام وبُناة المستقبل. لذلك، تقع على عاتق الجميع مسؤولية استيعاب طاقاتهم وتوجيهها نحو البناء بدلاً من أن تكون أداة للهدم. إن تسخير هذه القوة الهائلة سيسهم في بناء سودان قوي وآمن يسوده السلام والتنمية المستدامة، وسيظل الشباب دائماً عماد النهضة ومصدر الإلهام الذي لا ينضب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى